في “جياد بلا صهيل”، يأخذنا مصطفى الأغا في رحلة زمنية مثيرة تمتد لربع قرن، إلى عالم متغير وتحولات حياته الشخصية. تنطلق مقدمة المجموعة الأدبية بعبارات مؤثرة تعكس حالة التأمل والتفكير التي عاشها الكاتب على مدى تلك الفترة الزمنية الطويلة. ومع تقديم هذه الكلمات القوية، يفتح الأغا نوافذ الذكريات، معبراً عن التحولات التي مر بها وكيف أثرت في رؤيته للحياة والعالم من حوله.
يتجلى في روح الكتاب تغيّر الكون وتأثيره على الإنسان، حيث ينقل القارئ إلى لحظة الكتابة الأولى قبل ربع قرن، عندما كانت آماله وتطلعاته تتشكل. يتأمل الأغا في تلك اللحظة الفارقة التي شكلتها كتاباته، وكيف تغيرت حياته تباعاً. وكما يشير الكاتب، كان يومها يحلم بأمور يتخيلها ستأتي له بعرضها، وهو يبني تصوّراً لمستقبله.
تتجلى قيمة الكتاب في أنه ليس مجرد مجموعة من الكلمات، بل هو رحلة فريدة تجمع بين الأدب والتأمل في الحياة. يستخدم الأغا لغة رصينة ومفعمة بالعواطف، مما يجعل القارئ يشعر بالتفاعل العاطفي والفهم العميق. الحداث الثقافية والاجتماعية الهامة التي شهدها العالم على مدى السنوات الماضية تظهر في الخلفية، مما يضيف أبعاداً إضافية إلى تجربة القراءة.
تأتي المجموعة في 92 صفحة، تجسد كل واحدة منها جوانب من الحياة والتجارب الإنسانية. دار مدارك للنشر قامت بنشرها في عام 2013، واختارت غلاف ورقي يعكس بساطة الأسلوب وعمق المحتوى.
في فئة الأدب والخيال، تتميز هذه المجموعة بأنها قصص ملهمة وفلسفية، تتيح للقارئ الانغماس في عوالم متعددة. القصص تشكل نافذة إلى الخيال والواقع، حيث يتقاطعان ليخلقا تجربة ثرية ومفعمة بالعبر والتأملات.