في كتابه الشهير “جولة في الغابة: إعادة اكتشاف أمريكا على درب أبالاتشيان”، يأخذنا الكاتب بيل برايسون في رحلة شيقة عبر درب أبالاتشيان، وهو أحد أطول مسارات المشي في العالم ويمتد عبر سلسلة جبال أبالاتشيان الشرقية في الولايات المتحدة. يتميز الكتاب بسرده الساخر والممتع الذي يجمع بين الملاحظات الطبيعية الساحرة والتجارب الإنسانية الفريدة، مما يجعله مزيجًا لا يُضاهى من السرد السفري والمقالة الأدبية.
تم نشر الكتاب في شهر مايو عام 1998، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لدرب أبالاتشيان، وقد طبع منه 150,000 نسخة في الطبعة الأولى فقط، مما يعكس شهرته واستقبال القراء لهذا النوع من الأدب. تتنوع موضوعات الكتاب بين المتعة الطبيعية للمناظر الخلابة على الدرب، وتجارب الشخصيات الغريبة والفريدة التي يلتقي بها المؤلف خلال رحلته، بالإضافة إلى الراحة البعيدة عن التقاليد التي يتمتع بها المسافرون في هذا النوع من الرحلات الطويلة.
برايسون يظهر في كتابه مهاراته الكتابية الاستثنائية في صياغة الحكايات بطريقة تجمع بين الفكاهة والغموض، مما يجعل القراء يشعرون وكأنهم يرافقونه في كل خطوة على الدرب. يستعرض الكتاب أيضًا التحديات الجسدية والنفسية التي يواجهها المسافرون على مدار رحلاتهم الطويلة، مما يضيف عمقًا إلى النص ويجعله ملهمًا لكل من يفكر في استكشاف الطبيعة والتخلص من رتابة الحياة اليومية.
إن “جولة في الغابة” لا يُعتبر مجرد كتاب سفر، بل هو عمل أدبي يتجاوز الوصف البسيط للمناظر الطبيعية ويقدم رؤية عميقة ومشوقة لثقافة المشي على درب طويل مثل درب أبالاتشيان. يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة لمكتبة كل محب للمغامرات والأدب السفري، مما يبرز من خلاله براعة بيل برايسون في استخدام اللغة والصورة البصرية لجعل القارئ يعيش كل تجربة بحماس وتفاصيلها المدهشة.