“جورجيانا: دوقة ديفونشير” هو كتاب سيرة ذاتية ملحمية من تأليف أماندا فورمان الفائزة بجائزة ويتبريد البريطانية والتي تصدرت قوائم الكتب الأكثر مبيعًا في بريطانيا لعدة أشهر. يقدم هذا الكتاب القابل للقراءة بشكل رائع صورة غنية ومليئة بالحيوية للأرستقراطية البريطانية في أواخر القرن الثامن عشر، والقصة الحميمة لامرأة كانت لفترة معينة قائدتها غير المناقشة.
ليدي جورجيانا سبنسر كانت العمة البعيدة للأميرة ديانا، أميرة ويلز، وكانت مشهورة تقريبًا في زمنها. في عام 1774، عندما كانت في سن السابعة عشر، حققت جورجيانا شهرة فورية من خلال زواجها من أحد أثرى وأكثر الأرستقراطيين تأثيرًا في إنجلترا، دوق ديفونشير. وقد أطلقت إلى عالم الثروة والسلطة، وسرعان ما أصبحت ملكة المجتمع الراقي، محبوبة من قبل أمير ويلز، وصديقة عزيزة لماري أنطوانيت، وقائدة أهم صالون في زمانها. ولم تكتفِ بدور مضيفة المجتمع فقط، بل استخدمت علاقاتها للدخول في السياسة، لتصبح في نهاية المطاف أكثر تأثيرًا من معظم الرجال الذين شغلوا المناصب الحكومية. وقد جعلت أعمالها الخيرية ومغامراتها الاجتماعية الجماهير تحبها، لكن النجاح العام لجورجيانا، مثل ديانا، كان يخفي حياة شخصية مليئة بالمعاناة.
لم يكن دوق ديفونشير معجبًا بسحر زوجته الأسطوري، بل كان يفضل بدلاً من ذلك أعز أصدقائها، امرأة كانت تشاع الشائعات بأن جورجيانا نفسها كانت على علاقة حميمة معها. لقضى الثلاثة معًا لأكثر من عشرين عامًا في ثلاثي غير مريح وغير مستقر، خلال هذه الفترة ولدت كل من النساء أطفال الدوق، فضلاً عن أطفال من رجال آخرين.
وصف فورمان للقمار الذي لا يمكن السيطرة عليه لجورجيانا، والشرب طوال الليل، وتعاطي المخدرات، وعلاقات الحب مع السياسيين البارزين في ذلك الوقت يمنحنا رؤية مثيرة للاهتمام في حياة الأرستقراطية البريطانية في عصر جنون الملك جورج الثالث، والثورات الأمريكية والفرنسية، وهزيمة نابليون. تستند أماندا فورمان، المؤرخة الشابة الموهوبة التي يشبهها النقاد بالفعل بأنطونيا فرازر، إلى ثروة من الأبحاث الجديدة وتكتب بأسلوب ملون وعميق حول جورجيانا الساحرة، التي كافحت ضد نقاط ضعفها الخاصة، وجمالها العظيم وبراعتها، وعزمها على أن تلعب دورًا في شؤون العالم يجعلها شخصية حية ومذهلة بشكل مدهش.