موانع الحمل: جهاز “ميرينا” (Mirena) وتأثيراته
جهاز “ميرينا” هو جهاز داخل الرحم يُستخدم كوسيلة فعّالة لمنع الحمل، وقد حقق شعبية كبيرة بين النساء بفضل قدرته على توفير حماية طويلة الأمد، فضلاً عن سهولة استخدامه. يعرض هذا المقال كافة الجوانب المتعلقة باستخدام جهاز ميرينا، من فعاليته في منع الحمل إلى تجارب المرضى، مع تقديم تفاصيل مهمة حول آلية عمله، آثاره الجانبية، تقييم المرضى له، وتاريخ الموافقة عليه.
1. التعريف بجهاز ميرينا
يعد جهاز “ميرينا” من وسائل منع الحمل طويلة المدى، وهو جهاز صغير على شكل حرف “T” يتم إدخاله في الرحم بواسطة طبيب مختص. يحتوي الجهاز على هرمون “ليفونورجيستريل”، وهو نوع من البروجستيرون الصناعي الذي يعمل على منع الحمل عن طريق إفراز الهرمون بشكل مستمر داخل الرحم. يعمل “ميرينا” بعدة طرق:
- منع التبويض: حيث يمنع خروج البويضة من المبيض.
- تغيير طبيعة مخاط عنق الرحم: ليصعب على الحيوانات المنوية المرور عبره.
- تغيير بطانة الرحم: مما يجعلها أقل استعدادًا لاستقبال البويضة المخصبة.
تعتبر فعالية جهاز “ميرينا” في منع الحمل عالية جداً، تصل إلى حوالي 99.8%، ويستمر فعاليته لمدة تصل إلى خمس سنوات بعد تركيبه.
2. متى يتم استخدام جهاز ميرينا؟
يتم استخدام جهاز “ميرينا” كوسيلة منع حمل للنساء اللاتي لا يرغبن في استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية مثل الحبوب أو الحقن، أو اللواتي يعانين من مشاكل صحية قد تجعل استخدام وسائل أخرى غير مناسبة. وهو خيار جيد للنساء اللاتي يبحثن عن وسيلة غير دائمة ولكن طويلة الأمد.
من الجوانب التي تميز جهاز “ميرينا” هو أنه لا يتطلب اهتمامًا يوميًا أو أسبوعيًا كما هو الحال مع الحبوب، حيث يقتصر الأمر على إجراء فحص سنوي للتأكد من مكان الجهاز في الرحم.
3. تجربة المرضى مع جهاز ميرينا
من خلال مراجعات عديدة للمرضى الذين استخدموا جهاز “ميرينا”، يمكن القول إن التجربة تختلف بشكل كبير من امرأة إلى أخرى. إحدى المراجعات التي تم مشاركتها من قبل إحدى المرضى في عام 2014 تشير إلى أن عملية تركيب الجهاز لم تكن مؤلمة كما توقعت، حيث وصفتها بأنها مشابهة لأي تجربة مع طبيب النساء. بعد التركيب، تعرضت لبعض التغيرات في الدورة الشهرية في الأشهر الأولى، حيث كانت فترات الحيض غير منتظمة. ومع مرور الوقت، اختفت الدورة الشهرية تقريبًا أو أصبحت خفيفة للغاية، وهو الأمر الذي يعد طبيعياً بالنسبة لمستخدمات جهاز “ميرينا”.
من ناحية أخرى، سجلت هذه المريضة زيادة في الوزن بنسبة 40 رطلاً، وهو ما أرجعته إلى جهاز “ميرينا”. ورغم أن زيادة الوزن قد تكون من الآثار الجانبية الشائعة لبعض وسائل منع الحمل الهرمونية، إلا أنه لا يمكن تأكيد ارتباط هذه الزيادة باستخدام الجهاز بشكل قاطع.
أما بالنسبة للعلاقة الجنسية، فقد ذكرت المريضة أن الجهاز أحيانًا يسبب بعض الألم أثناء الجماع في حالات معينة، خاصة إذا كانت العلاقة الجنسية أكثر قوة أو شدّة. ورغم هذه الشكوى، أبدت هذه المريضة رضاها العام عن الجهاز، وأعطت تقييمًا عامًا للفعالية بمعدل 8 من 10.
4. تأثيرات جهاز ميرينا الجانبية
مثل أي وسيلة منع حمل هرمونية، قد يكون لجهاز “ميرينا” بعض الآثار الجانبية التي تختلف من امرأة إلى أخرى. من بين هذه الآثار:
- التغيرات في الدورة الشهرية: قد يعاني البعض من نزيف مهبلي غير منتظم في البداية، وقد يقل النزيف تدريجياً حتى يتوقف تماماً لدى بعض النساء.
- آلام الحوض أو البطن: قد تشعر بعض النساء بآلام خفيفة أو غير مريحة في منطقة الحوض بعد تركيب الجهاز.
- الصداع: يعد الصداع أحد الآثار الجانبية المعتادة التي يمكن أن ترافق بعض النساء.
- التغيرات في الوزن: بالرغم من أن الكثير من النساء لا يواجهن أي تغييرات في الوزن، إلا أن البعض قد يلاحظ زيادة في الوزن كما حدث مع بعض المستخدمات لجهاز “ميرينا”.
- مشاكل جلدية: قد تواجه بعض النساء مشاكل جلدية مثل حب الشباب أو تغييرات في لون البشرة.
- الألم أثناء الجماع: في بعض الحالات، قد يسبب الجهاز الألم خلال الجماع، وخاصة إذا كان الجماع يتم بقوة أو إذا كان الجهاز موضعه غير صحيح.
5. الموافقة التنظيمية وتاريخ جهاز ميرينا
تمت الموافقة على جهاز “ميرينا” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في أبريل 2000، وتم تحديث توصيات استخدامه في سنوات لاحقة. في 16 أبريل 2015، تم تحديث الموافقة الرسمية له ليشمل الاستخدام لمدة خمس سنوات، وذلك بعد إجراء الدراسات التي أثبتت فعاليته طوال هذه المدة.
تعتبر الموافقة على جهاز “ميرينا” إنجازاً كبيراً في مجال تنظيم الحمل، حيث يعكس مستوى الأمان والفعالية الذي حققه الجهاز على مر السنوات.
6. عدد الوصفات والتوصيات
بحسب الإحصائيات، تم وصف جهاز “ميرينا” حوالي 13 مرة بشكل عام في العيادات والمستشفيات حتى الآن، وهو دليل على مدى انتشاره وثقة الأطباء والمرضى في فعاليته. تتزايد التوصيات لاستخدامه، خاصة من قبل النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة فعالة لمنع الحمل دون الحاجة للتفاعل اليومي مع الوسائل الأخرى.
7. الخلاصة
جهاز “ميرينا” يعد خياراً فعالاً وطويل الأمد لمنع الحمل، ويتميز بكونه خاليًا من الحاجة للرعاية اليومية مثل الحبوب. ورغم أن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية مثل تغيرات في الوزن أو ألم أثناء الجماع، إلا أن هذه الآثار تعتبر نسبية وغير شائعة في معظم الحالات. وتظهر الدراسات أن الجهاز آمن وفعال على مدار سنوات استخدامه، مما يجعله خيارًا مفضلًا للعديد من النساء اللواتي يرغبن في وسيلة منع حمل غير دائمة.
إذا كنتِ تفكرين في استخدام جهاز “ميرينا”، يفضل دائمًا استشارة الطبيب المختص لتقييم حالتك الصحية بشكل كامل، وفهم كافة الخيارات المتاحة لكِ لتتمكني من اتخاذ القرار الأنسب لصحتك وحياتك الجنسية.