مقال عن جهاز ميرينا (Mirena) لتنظيم النسل
يعد جهاز “ميرينا” (Mirena) من الوسائل الشائعة والفعالة في مجال تنظيم النسل، وهو جهاز رحمي يحتوي على هرمون “ليفونورجيستريل”، الذي يُفرز تدريجيًا داخل الرحم للحد من احتمالية الحمل. تم الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 30 أبريل 2014، ومنذ ذلك الحين أصبح خيارًا شائعًا للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة موثوقة وطويلة الأمد لمنع الحمل.
آلية عمل جهاز ميرينا
تعمل وسائل منع الحمل الهرمونية مثل ميرينا على عدة جبهات لضمان منع الحمل. أولًا، يقوم الجهاز بإفراز هرمون “ليفونورجيستريل”، الذي يعمل على تخفيف سمك بطانة الرحم، مما يجعل من الصعب على البويضة الملقحة أن تلتصق بالرحم. ثانيًا، يُحدث الهرمون تغييرات في المخاط الموجود في عنق الرحم، مما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية دخول الرحم والوصول إلى البويضة. كما قد يمنع الهرمون أحيانًا الإباضة في بعض الحالات، لكن ذلك ليس دائمًا.
بفضل هذه الآلية المتعددة، يعتبر جهاز ميرينا من وسائل منع الحمل الأكثر فعالية، حيث تصل فعاليته إلى حوالي 99.8%، مما يجعله خيارًا مثاليًا للعديد من النساء اللواتي يرغبن في تجنب الحمل غير المرغوب فيه على المدى الطويل.
تجربة المرضى مع جهاز ميرينا
رغم أن جهاز ميرينا يعتبر من الخيارات الموثوقة لمنع الحمل، إلا أن تجارب النساء مع هذا الجهاز قد تختلف بشكل كبير. فبعض النساء يشعرن بالراحة والاطمئنان بعد استخدامه، بينما يعاني البعض الآخر من آثار جانبية قد تكون مؤلمة أو غير مريحة.
أحد المراجعات التي تم جمعها من امرأة تبلغ من العمر 18 عامًا، استخدمت جهاز ميرينا قبل شهر تقريبًا. كانت قد اختارت هذا الخيار بعد أن عجزت عن استخدام الحبوب العادية التي تحتوي على الإستروجين بسبب مشاكل صحية متعلقة بالبنكرياس والمرارة. ومع ذلك، كانت تجربتها مع إدخال الجهاز مؤلمة للغاية. على الرغم من أن بعض النساء ذكرت أن عملية الإدخال لم تكن صعبة، إلا أن هذه المراجعة تشير إلى أن عملية التوسيع كانت مؤلمة جدًا، حيث شعرت المرأة بتقلصات شديدة خلال الإجراء وبعده، استمرت لمدة ساعتين قبل أن يبدأ مسكن الألم في مفعوله. استمرت التقلصات خلال الأسبوع التالي، ما دفعها إلى استخدام المزيد من مسكنات الألم. على الرغم من هذه التجربة الصعبة، فإن المراجعة أشارت إلى أن الدورة الشهرية الأولى كانت خفيفة، لكنها كانت تلاحظ بقع دم مستمرة بعد ذلك. كما أشارت إلى أن شريكها لم يشعر بخيوط الجهاز على الإطلاق، وهو ما يمثل تجربة إيجابية مقارنة ببعض المراجعات الأخرى التي أشارت إلى أن الخيوط كانت تسبب عدم الراحة للشريك.
تقييم فعالية جهاز ميرينا
تعتبر فعالية جهاز ميرينا من بين الأعلى بين جميع وسائل منع الحمل المتاحة. وبحسب مراجعة المرضى، فإن فعاليته تتراوح بين 99.7% إلى 99.8% في منع الحمل، وهو ما يجعله من الخيارات المفضلة لدى الكثير من النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة لمنع الحمل تمتاز بالاستمرارية وعدم الحاجة للتذكر اليومي كما هو الحال مع الحبوب.
الموافقة والتوقيت
تمت الموافقة على جهاز ميرينا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 30 أبريل 2014، مما جعله أحد الخيارات الرسمية والطبية المستخدمة في الولايات المتحدة ومن ثم في العديد من دول العالم الأخرى. بعد مرور أكثر من عقد من الموافقة عليه، ثبت أن الجهاز يعد واحدًا من أكثر الوسائل أمانًا وفعالية لمنع الحمل، مع تقديم فوائد إضافية مثل تقليل خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم وتحسين الأعراض المرتبطة بالدورة الشهرية لدى بعض النساء.
التكرار في الوصفات الطبية
يتم وصف جهاز ميرينا بشكل متكرر من قبل الأطباء، حيث يتم استخدامه كخيار مثالي للنساء اللاتي يعانين من مشاكل صحية تمنعهن من استخدام وسائل منع الحمل الأخرى. وفقًا للمراجعات المتوفرة، فإن جهاز ميرينا قد تم وصفه في حوالي 6 مرات فقط لدى هذه المجموعة من المرضى في فترة معينة، وهو يشير إلى أن هذا الجهاز يحظى بانتشار واسع بين النساء اللواتي يسعين للبحث عن وسائل فعالة وآمنة لتنظيم الحمل.
الأثار الجانبية والآلام المحتملة
من أهم النقاط التي يجب على النساء أخذها في الاعتبار عند التفكير في استخدام جهاز ميرينا هي الآثار الجانبية المحتملة التي قد يسببها. بعض النساء يعانين من آلام وتقلصات شديدة في الأيام الأولى بعد الإجراء، وقد يشعرن ببعض الآلام في أسفل البطن، وهي حالة شائعة، إلا أن هذه الأعراض عادة ما تخف مع مرور الوقت. قد تعاني بعض النساء أيضًا من نزيف غير منتظم أو إفرازات، لكن معظم هذه الآثار تزول بعد عدة أشهر من الاستخدام.
في حالات نادرة، قد يعاني بعض المرضى من مضاعفات أكثر خطورة مثل إصابة الرحم أو إزاحة الجهاز، مما يتطلب تدخلًا طبيًا.
التفكير في جهاز ميرينا: ماذا يجب أن تعرف النساء؟
قبل اتخاذ قرار باستخدام جهاز ميرينا، من المهم أن تتناقش النساء مع أطبائهن حول الفوائد والعيوب المحتملة لهذا الجهاز. بعض النساء قد يفضلن وسائل منع الحمل الأخرى بناءً على تجربتهن الصحية أو تفضيلاتهن الشخصية. إذا كانت المرأة تعاني من حالات صحية معينة مثل مشاكل في الأوعية الدموية أو الهرمونات، قد ينصح الأطباء بتجنب بعض الوسائل مثل ميرينا لصالح خيارات أخرى.
مزايا جهاز ميرينا:
- فعالية عالية: يعتبر من أكثر وسائل منع الحمل فعالية.
- تأثير طويل الأمد: يدوم تأثيره لعدة سنوات دون الحاجة لتغيير الوسيلة.
- تقليل الأعراض الشهرية: يمكن أن يساعد في تخفيف الألم والاضطرابات الشهرية.
- سهولة الاستخدام: لا يتطلب التذكر اليومي كما هو الحال مع الحبوب.
عيوب جهاز ميرينا:
- الألم خلال الإدخال: قد يشعر البعض بألم شديد خلال عملية الإدخال.
- التأثيرات الجانبية: مثل التقلصات والنزيف غير المنتظم، وهي شائعة في الأشهر الأولى.
- مضاعفات محتملة: مثل انزلاق الجهاز أو الإصابة.
خلاصة
جهاز ميرينا هو خيار موثوق وفعّال لمنع الحمل للعديد من النساء، ويتميز بفعاليته العالية وفترة استمراريته الطويلة. ومع ذلك، لا تخلو التجربة من بعض الآلام والمضاعفات في بعض الحالات، ما يوجب على النساء استشارة أطبائهن بعناية قبل اتخاذ قرار استخدامه.