مقال عن جهاز ميرينا (Mirena) لمنع الحمل
يعتبر جهاز ميرينا (Mirena) واحداً من الوسائل الشائعة التي تستخدمها العديد من النساء كوسيلة فعّالة لمنع الحمل على المدى الطويل. يتميز هذا الجهاز بفعاليته في توفير حماية موثوقة ضد الحمل، بالإضافة إلى مزايا أخرى قد تكون جذابة للكثيرات. ومع ذلك، فإن استخدامه لا يخلو من الآثار الجانبية التي قد تؤثر على بعض النساء بشكل سلبي. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل عن جهاز ميرينا، وكيفية استخدامه، بالإضافة إلى تجارب بعض المرضى الذين قاموا باستخدامه.
ما هو جهاز ميرينا؟
ميرينا هو جهاز داخل الرحم (IUD) يحتوي على هرمون “ليفونورجيستريل”، وهو نوع من الهرمونات التي تمنع الحمل. يتم إدخال الجهاز إلى الرحم عن طريق الطبيب المتخصص، حيث يعمل على إفراز الهرمون ببطء في الجسم مما يساهم في منع الحمل من خلال تقليل سماكة جدار الرحم، مما يصعب على البويضة الانغراس فيه. كما أن هذا الجهاز يعيق حركة الحيوانات المنوية وبالتالي يمنع حدوث الإخصاب.
يتميز جهاز ميرينا بقدرته على توفير حماية من الحمل لفترة طويلة، تصل إلى خمس سنوات تقريباً، مما يجعله خياراً مناسباً للكثير من النساء اللواتي يبحثن عن طريقة منع حمل فعالة وطويلة الأمد.
كيف يتم استخدام جهاز ميرينا؟
يتم تركيب جهاز ميرينا داخل الرحم بواسطة الطبيب في عيادة خاصة أو مستشفى. تستغرق عملية التركيب عادة بضع دقائق فقط وتتم تحت إشراف طبي مختص. بعد تركيب الجهاز، يبدأ في عمله على الفور، حيث يوفر حماية من الحمل لمدة خمس سنوات.
من الجدير بالذكر أن استخدام هذا الجهاز لا يتطلب تذكر تناوله يومياً مثل حبوب منع الحمل. وهذا يعد من أبرز مزاياه حيث يعتبر وسيلة مريحة وطويلة الأمد للنساء اللاتي لا يرغبن في القلق بشأن وسائل منع الحمل بشكل يومي.
مزايا جهاز ميرينا
-
فعالية عالية: يعد جهاز ميرينا من أكثر وسائل منع الحمل فعالية. وفقًا للدراسات الطبية، فإن فعاليته تصل إلى حوالي 99.8% في منع الحمل، مما يجعله خياراً آمناً وموثوقاً للكثير من النساء.
-
راحة طويلة الأمد: بفضل قدرة جهاز ميرينا على العمل لفترة طويلة تصل إلى خمس سنوات، فإن النساء لا يحتجن إلى القلق بشأن وسائل منع الحمل اليومية. وهذا يوفر راحة وطمأنينة لمن لا يرغبن في التعامل مع حبوب منع الحمل أو وسائل أخرى تتطلب اهتماماً يومياً.
-
تقليل الدورة الشهرية: العديد من النساء يلاحظن أن جهاز ميرينا يقلل من شدة الدورة الشهرية أو حتى يوقفها تماماً. بعض النساء قد يختبرن نزيفاً خفيفاً أو التبقي على نزيف ضئيل جدًا خلال أشهر الاستخدام الأولى، لكن في النهاية قد لا يحدث أي نزيف على الإطلاق.
-
لا يؤثر على العلاقة الجنسية: لا يتطلب جهاز ميرينا من المرأة اتخاذ أي إجراءات أو تغيير عادات في العلاقة الجنسية، مما يجعله مريحاً في الاستخدام اليومي.
الآثار الجانبية لجهاز ميرينا
على الرغم من أن جهاز ميرينا يعتبر وسيلة فعالة وآمنة، إلا أنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على بعض النساء بشكل سلبي. قد تختلف هذه الآثار من امرأة لأخرى، وقد تتراوح بين الأعراض البسيطة إلى الأعراض الأكثر تعقيداً.
أحد التجارب التي شاركتها إحدى النساء اللواتي استخدمن جهاز ميرينا هي التجربة التي تناولتها في المراجعة التالية:
“أولاً، أود أن أقول أنني كنت أتمنى حقًا أن يعمل هذا الجهاز من أجلني. للأسف، أنا واحدة من الحالات النادرة التي عانت من الآثار الجانبية غير الشائعة مثل: فقدان الرغبة الجنسية تماماً، وبصراحة أنا أشعر بالإحباط الجنسي ولا أستطيع الإثارة مهما حاولنا. الأمر الآخر كان أنني تعرضت لحب الشباب بشكل شديد وبدأت بشرتي تصبح أكثر حساسية من المعتاد، والأمر الثالث كان نمو الشعر حول ذقني إلى درجة كنت أفكر فيها أنني سأضطر إلى الحلاقة، وهذا غير مقبول لي. قررت العودة لاستخدام حبوب منع الحمل. من الجوانب الإيجابية التي لاحظتها هي أنني قلما كنت أتعرض لدورتي الشهرية (كنت فقط أتعرض لنزيف خفيف لمدة يومين)، وهذا بالطبع كان مريحاً لأنه لم أعد بحاجة لشراء الفوط الصحية أو السدادات القطنية، ولكن اتخاذ هذا القرار كان صعباً للغاية.”
من خلال هذه المراجعة، يمكننا ملاحظة أن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية غير مرغوب فيها، مثل فقدان الرغبة الجنسية، وحب الشباب، وزيادة نمو الشعر، وهو ما قد يشكل تحدياً بالنسبة لبعضهن. لذلك، يجب على النساء استشارة الطبيب بشكل دوري لمتابعة الحالة الصحية ومعالجة أي أعراض غير مرغوب فيها.
معدل فعالية جهاز ميرينا
وفقاً للدراسات الطبية والأبحاث السريرية، يتمتع جهاز ميرينا بمعدل فعالية عالٍ في منع الحمل، يصل إلى حوالي 99.8%. هذا يجعله واحداً من أكثر وسائل منع الحمل موثوقية المتاحة في الأسواق. وبفضل قدرته على الإفراز المستمر للهرمون، فإنه يضمن حماية فعّالة ضد الحمل دون الحاجة إلى تذكير يومي.
تجارب المرضى واستخدام جهاز ميرينا
كما هو الحال مع أي منتج طبي، فإن تجارب المرضى باستخدام جهاز ميرينا تختلف بشكل كبير. بينما تجد بعض النساء أن الجهاز يعمل بشكل ممتاز ويمنحهن راحة دائمة من القلق بشأن الحمل، فإن البعض الآخر قد يعاني من بعض الآثار الجانبية التي تؤثر على حياتهن اليومية.
المراجعات التي تم جمعها من قبل مستخدمي الجهاز تكشف أن العديد من النساء يشعرن بتحسن كبير في حياتهن الجنسية بعد استخدام الجهاز، حيث تقل فترة الدورة الشهرية أو تنعدم تماماً. ومع ذلك، هناك من يواجهن صعوبة في التكيف مع بعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها مثل التغيرات في الجلد، أو فقدان الرغبة الجنسية.
موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA) لتسويق جهاز ميرينا
تمت الموافقة على جهاز ميرينا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 18 نوفمبر 2011، مما جعله وسيلة معترف بها وموثوقة لمنع الحمل. منذ ذلك الوقت، أصبح الجهاز خياراً شائعاً بين النساء في العديد من البلدان نظراً لفعاليته وطول مدة استخدامه.
الخلاصة
يعد جهاز ميرينا من الوسائل الفعّالة لمنع الحمل، ويتميز بفترة حماية طويلة قد تصل إلى خمس سنوات. ومع ذلك، يمكن أن يعاني بعض المرضى من آثار جانبية تؤثر على حياتهن اليومية، مما يجعل من الضروري التشاور مع الطبيب المعالج قبل اتخاذ قرار باستخدامه. من خلال التجارب الشخصية التي تم التطرق إليها في هذا المقال، يتضح أن جهاز ميرينا قد يكون الخيار الأمثل للبعض، بينما قد يسبب بعض الصعوبات للآخرين.