مقال حول جهاز باراغارد (النحاس) لمنع الحمل
يُعتبر جهاز باراغارد أحد الوسائل الفعالة والطويلة الأمد لمنع الحمل، والذي يعتمد على استخدام النحاس كمكون رئيسي بدلاً من الهرمونات. يتميز هذا الجهاز بمزاياه الفريدة التي تجعل منه خيارًا مثاليًا للنساء اللواتي يفضلن تجنب تأثيرات الهرمونات المستخدمة في العديد من وسائل منع الحمل الأخرى. إلا أنه، وكغيره من الخيارات الطبية، قد لا يخلو من آثار جانبية وتجارب تختلف من امرأة إلى أخرى.
آلية عمل جهاز باراغارد
جهاز باراغارد هو لولب رحمي مصنوع من البلاستيك ويحتوي على أسلاك نحاسية ملفوفة حوله. يعمل هذا الجهاز على منع الحمل من خلال إطلاق أيونات النحاس داخل الرحم، مما يخلق بيئة غير مناسبة للحيوانات المنوية ويمنعها من تخصيب البويضة. يتم إدخال الجهاز بواسطة أخصائي طبي ويظل فعالًا لفترة تصل إلى 10 سنوات.
تجربة إحدى المستخدمات
ذكرت إحدى السيدات تجربتها مع جهاز باراغارد قائلة:
“اخترت باراغارد لأنه لا يحتوي على هرمونات ويعتبر وسيلة طويلة الأمد لمنع الحمل. لم تكن عملية التركيب مؤلمة جدًا، لكنني نزفت لمدة أربعة أيام بعدها. خلال الأشهر الستة الأولى كانت دورتي الشهرية طويلة جدًا (7-8 أيام) ومؤلمة للغاية. بعد مرور ستة أشهر، بدأت التقلصات تخف حدتها، لكن طول الدورة الشهرية ظل كما هو. الآن بعد مرور أكثر من عام على استخدام الجهاز، لاحظت تغييرات كبيرة في حياتي: أشعر بالتعب غالبًا، وزاد وزني 10 أرطال دون تغيير في نظامي الغذائي، وتقلباتي المزاجية أصبحت شديدة. لا أستطيع الجزم بأن باراغارد هو السبب وراء هذه التغيرات، لكن لدي سبب وجيه للاعتقاد بذلك. سأقوم بإزالته هذا الأسبوع، ولا أستطيع الانتظار حتى ذلك الحين.”
تُظهر هذه التجربة الواقعية بعض التحديات التي قد تواجهها بعض النساء عند استخدام جهاز باراغارد، خصوصًا فيما يتعلق بالأعراض الجانبية مثل الألم الشديد، وزيادة مدة الدورة الشهرية، والتغيرات المزاجية والجسدية.
فعالية الجهاز وتقييمه
تُعد فعالية جهاز باراغارد عالية جدًا، إذ يوفر حماية تصل نسبتها إلى 99% من الحمل غير المرغوب فيه عند استخدامه بالشكل الصحيح. ومع ذلك، فقد منحت هذه السيدة الجهاز تقييمًا بدرجة 3 من 10 بناءً على تجربتها الشخصية، مما يعكس وجود بعض الصعوبات التي قد تؤثر على الرضا العام عن الجهاز.
موافقة الجهات الصحية وعدد الوصفات الطبية
تمت الموافقة على استخدام جهاز باراغارد من قبل لجنة المنتجات الطبية التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية في 23 أغسطس 2016. ومنذ ذلك الحين، تم وصفه حوالي أربع مرات لكل مائة مريضة تحتاج إلى وسيلة منع حمل طويلة الأمد وخالية من الهرمونات.
الخلاصة
يمثل جهاز باراغارد خيارًا فعالًا لمنع الحمل بالنسبة للنساء اللواتي يرغبن في تجنب استخدام الوسائل الهرمونية. ومع ذلك، قد يواجه بعض المستخدمين آثارًا جانبية تتطلب استشارة طبية أو إعادة تقييم لاختيار وسيلة منع الحمل الأنسب. إذا كنت تفكرين في استخدام جهاز باراغارد، فمن المهم مناقشة فوائده ومخاطره مع طبيبك، ومراقبة أي تغيرات قد تطرأ على صحتك الجسدية أو النفسية بعد تركيبه.