عدد العظام في جسم الإنسان

كم عظمة في جسم الإنسان؟

الجسم البشري هو من أعظم وأدق الأنظمة البيولوجية التي يمكن أن تتصورها. يحتوي الجسم على العديد من الأعضاء والأجهزة المعقدة التي تعمل معاً بشكل متناغم لتؤدي مهامها المتعددة. ومن بين هذه الأنظمة المعقدة، يُعد الهيكل العظمي واحداً من أهم هذه الأجزاء، حيث يلعب دوراً أساسياً في دعم الجسم وحمايته، فضلاً عن كونه محلاً لإنتاج خلايا الدم الحمراء وتخزين المعادن مثل الكالسيوم. يضم هيكل الإنسان العديد من العظام التي تتنوع في حجمها وشكلها ووظائفها، ويتساءل العديد من الناس عن عدد العظام الموجودة في جسم الإنسان وكيفية تطور هذا العدد مع تقدم العمر.

تركيب الهيكل العظمي البشري

يتكون الهيكل العظمي البشري من مجموعة من العظام التي تتصل ببعضها البعض عبر مفاصل وأربطة، وتتنوع هذه العظام من حيث الشكل والوظيفة. يتراوح عدد العظام في الهيكل العظمي البشري بشكل عام بين 206 عظمة، ولكن هذا العدد ليس ثابتًا طوال الحياة. فالعدد يختلف في مراحل العمر المختلفة، ويعتمد على بعض العوامل الوراثية والتشريحية.

تتمثل الوظائف الأساسية للعظام في دعم الجسم وحمايته، بالإضافة إلى تسهيل الحركة، وتخزين المعادن وإنتاج خلايا الدم. يتيح الهيكل العظمي للبشر الوقوف والقدرة على الحركة بفضل تنوع العظام والمفاصل. عظام الجمجمة تحمي الدماغ، بينما تساعد العظام الأخرى على تسهيل حركة الأجزاء المختلفة من الجسم مثل الأطراف.

العدد الإجمالي للعظام في الجسم البشري

في الإنسان البالغ، يتكون الجسم من 206 عظمة تقريبًا. هذا العدد يمثل العظام التي تبقى بعد عملية التحام بعض العظام الصغيرة أثناء النمو. ومع ذلك، فإن هذا العدد يمكن أن يختلف لدى الأفراد في بعض الحالات النادرة، مثل وجود عظام إضافية في بعض المناطق.

لكن العظام في جسم الإنسان لا تبدأ بتلك العدد. عند الولادة، يمتلك الطفل حوالي 270 عظمة. لكن مع مرور الوقت، يحدث تفاعل طبيعي يتسبب في التحام بعض هذه العظام لتصبح جزءًا واحدًا. على سبيل المثال، عظام الجمجمة تكون في البداية مفصولة بفواصل صغيرة تسمى “اليَوافي”، ولكنها تلتحم تدريجيًا لتشكل عظام الجمجمة المتكاملة التي نراها في الإنسان البالغ.

العظام في الهيكل العظمي البشري

الهيكل العظمي البشري يتوزع بين محاور رئيسية عدة، ويشمل العظام الطويلة، العظام القصيرة، العظام المسطحة، والعظام غير المنتظمة. ويمكن تصنيف الهيكل العظمي إلى قسمين رئيسيين: الهيكل العظمي المحوري والهيكل العظمي الطرفي.

الهيكل العظمي المحوري

يشتمل الهيكل العظمي المحوري على العظام التي تشكل محور الجسم وهي العظام التي تدعم وتقوي الجسم وتحمي الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والقلب والرئتين. يتكون الهيكل العظمي المحوري من:

1. الجمجمة: وهي مجموعة من العظام التي تحيط وتحمي الدماغ. تتكون الجمجمة من 22 عظمة مرتبة بطريقة تتيح لها حماية الدماغ وضمان الاستقرار الهيكلي.

2. العمود الفقري: يتكون من 33 فقرة مفصولة بين بعضها البعض بواسطة أقراص غضروفية. يلعب العمود الفقري دورًا محوريًا في دعم الجذع وحماية الحبل الشوكي.

3. القفص الصدري: يتكون من 12 زوجًا من الأضلاع، وهي العظام التي تحيط بالقلب والرئتين وتساعد في حماية هذه الأعضاء الحيوية.

الهيكل العظمي الطرفي

يشتمل الهيكل العظمي الطرفي على العظام التي تتواجد في الأطراف العلوية والسفلية، وتشمل العظام التي تشكل الذراعين والساقين. يتكون الهيكل العظمي الطرفي من:

1. الذراعين: يشمل كل من العضد، الساعد، والرسغ، وكلها تتكون من عظام طويلة ومرتبة في تسلسل يسمح بحرية الحركة.

2. الساقين: تشمل عظام الفخذ، الساق، والقدم، وتعمل هذه العظام معًا لتمكين الإنسان من المشي والحركة.

3. الحزام الحوضي: الذي يتكون من العظام التي تدعم الجزء السفلي من الجسم وتساعد على نقل القوة من الساقين إلى الجزء العلوي من الجسم.

التحام العظام

كما ذكرنا، يبدأ عدد العظام عند الولادة بحوالي 270 عظمة. ومع مرور الزمن، يتم التحام بعض العظام لتقليل هذا العدد. مثال على ذلك هو أن عظام الجمجمة، التي تكون مفصولة عند الولادة، تلتئم تدريجيًا مع تقدم العمر. وكذلك، في مرحلة البلوغ، تلتحم العظام في العمود الفقري بشكل جزئي.

وتستمر عملية التحام العظام عبر العمر، حيث تلتئم العظام المحيطية مثل عظام الأطراف والأصابع مع تقدم الإنسان في العمر. هذا يعني أن الهيكل العظمي البشري يختلف من شخص لآخر بشكل طفيف، ولكن العدد الإجمالي للعظام يظل ثابتًا في أغلب الأحيان عند البالغين، أي 206 عظمة.

العوامل المؤثرة في عدد العظام

تختلف بعض العوامل من شخص لآخر وتؤثر في عدد العظام في الجسم. هذه العوامل تشمل:

1. الوراثة: قد تؤدي بعض العوامل الوراثية إلى اختلافات في عدد العظام أو شكلها. في بعض الحالات، قد يولد الإنسان بعظام إضافية أو عظام مفقودة بسبب الوراثة.

2. الاضطرابات الصحية: بعض الأمراض مثل التنسج العظمي غير الطبيعي قد تؤدي إلى خلل في نمو العظام أو تفرعات غير طبيعية في الهيكل العظمي.

3. العمر: مع تقدم العمر، قد يحدث ضمور في بعض العظام أو تغيير في هيكل العظام بسبب تآكل الغضاريف.

وظائف العظام في الجسم البشري

العظام ليست مجرد هياكل صلبة في الجسم، بل تؤدي وظائف متعددة. من أهم هذه الوظائف:

1. الدعم الهيكلي: تقدم العظام الدعم اللازم للأنسجة الرخوة وتحافظ على شكل الجسم.

2. الحركة: بفضل المفاصل والعظام، يستطيع الجسم أن يؤدي الحركات المختلفة.

3. الحماية: تحمي العظام الأعضاء الحيوية في الجسم مثل الدماغ، القلب، والرئتين.

4. إنتاج خلايا الدم: العظام تعمل كمصنع لإنتاج خلايا الدم الحمراء، البيضاء، والصفيحات الدموية.

5. تخزين المعادن: العظام تعد مخزنًا مهمًا للمعادن مثل الكالسيوم والفوسفور، التي يحتاجها الجسم لوظائفه الحيوية.

العظام المختلفة في الجسم

العظام في جسم الإنسان تتنوع بشكل كبير. على سبيل المثال، العظام الطويلة مثل عظمة الفخذ والعضد تشكل الأطراف وتسمح بالحركة. أما العظام القصيرة مثل عظام الرسغ والكاحل، فهي تلعب دورًا في تيسير الحركة الدقيقة. العظام المسطحة مثل عظام الجمجمة، فهي تحمي الأعضاء الحساسة. وأخيرًا، العظام غير المنتظمة مثل عظام الفقرات فهي تلعب دورًا في دعم وتحريك العمود الفقري.

خلاصة

يبقى الهيكل العظمي البشري من أعظم الهياكل التي يمكن أن يتصورها الإنسان، حيث يلعب دورًا محوريًا في دعم الجسم وحمايته، ويسهم في إنتاج خلايا الدم وتخزين المعادن. وفي النهاية، تتفاوت العظام في عددها وشكلها ووظائفها، إذ تبدأ مع 270 عظمة في مرحلة الولادة لتتقلص إلى حوالي 206 عظمة في مرحلة البلوغ، وهو ما يوضح التعقيد البيولوجي والتطور المستمر في هيكل الجسم البشري.