“جلسة الجمجمة” هو عمل أدبي مثير وملحمي يتناوله الكاتب دانيال هيكت، حيث يقع العمل في إطار من الغموض والإثارة، ينقل القارئ إلى عالم مليء بالتشويق والأحداث المعقدة. تتسم القصة بأحداث متشابكة وشخصيات عميقة، مما يجعلها تبرز كعمل أدبي فريد وقيم.
الأحداث تجري في إحدى البيوت العظيمة الواقعة في أعماق وودز هدسون فالي، حيث يسود الهدوء في الخارج، ولكن يكمن الدمار في الداخل. ينعكس العنف الشبه الخارق في داخل البيت عبر سلسلة من الاختفاءات والوفيات التي لاحقت المنطقة. الشخصية الرئيسية، بول سكوجلند، يجد نفسه متورطًا في هذا السيناريو المأساوي عندما يتعاقد لإصلاح ملكية عمته الفاخرة، والتي تكونت من مزرعة صيد تعود إلى القرن التاسع عشر.
بول، الذي لم يلتقِ بعمته الغريبة والثرية لسنوات، يدرك أن هناك شيئًا غير عادي، لكنه يقبل المهمة على أي حال. يعيش بول في عالم مضطرب، حيث يعاني من متلازمة توريت، اضطراب عصبي غريب يجبره على التصرف بطرق غريبة وانفجارات عنيفة. حتى رغم براعته، لم يتمكن بول من الحفاظ على وظيفة ثابتة لسنوات، جزءًا منها بسبب حالته الصحية، وجزءًا آخر بسبب مخططات طليقته الباردة التي تنوي استغلال حالته لتحقيق الحضانة لابنهما الصغير الذي يعاني من مشاكل نفسية.
مع حبيبته الجميلة والمستعدة لتحمل المخاطر، ليا، ينغمس بول في فحص أنقاض المزرعة، محاولين فهم الشغف الداكن والقوة الغامضة التي تسببت في هذا الفوضى. يأخذ بحثهم عن الإجابات في رحلة تمتد من أقدم غرائز الإنسان إلى آخر ما توصلت إليه البحوث الطبية، من علم الوراثة إلى أساطير الفايكنج وعلم التشريح الشرعي. يعبرون حدودًا غامضة بين الفكر والواقع.
مع تسارع الأحداث، يجد بول نفسه يتعمق أكثر في ماضي عائلته، حيث يتعين عليه مواجهة جوانبه الأكثر ظلمة، ومواجهة إمكانية أن يكون في إنقاذ أحبائه، قد يدمر نفسه في العملية.
“جلسة الجمجمة” تأخذ القارئ في رحلة مثيرة تمزج بين الأصول الإنسانية الأكثر بدائية وآخر التطورات الطبية، مما يخلق عملًا أدبيًا يتميز بالعمق والفرادة في عالم الروايات. إصدارها الأصلي كان في يناير عام 1998 من قبل دار النشر Viking Adult، ولا تزال تعتبر إحدى روائع أدب الجريمة والإثارة التي تستحق الاكتشاف.