جريمة قتل في حديقة الورود هو عنوان رواية غامضة مشوقة كتبها إليوت روزفلت، ونُشرت لأول مرة في مايو عام 1991 من قبل دار نشر “أفون بوكس”. هذه الرواية تعد جزءًا من سلسلة من الكتب التي تتميز بالشخصية الشهيرة إليانور روزفلت، زوجة الرئيس الأمريكي فرانكلين د. روزفلت، التي تلعب دورًا محوريًا كمحققة غير رسمية في عدد من الجرائم التي تجري في محيط البيت الأبيض.
تدور أحداث الرواية في زمن حساس سياسيًا واجتماعيًا، حيث يبدأ الغموض عندما يتم العثور على جثة إحدى الشخصيات المثيرة للجدل مقتولة في حديقة الورود الشهيرة داخل البيت الأبيض. الضحية ليست مجرد شخص عادي، بل إنها مبتزة مغرية كانت تستغل نفوذها لتحقيق مصالحها الخاصة، مما يجعل الدوافع المحتملة لجريمة قتلها معقدة ومتشابكة.
أحد أبرز ما يميز هذه الرواية هو التركيز على تفاصيل البيت الأبيض خلال حقبة تاريخية مهمة، حيث يتم تصوير الشخصيات السياسية التي كانت تحيط بالرئيس روزفلت بأسلوب درامي وواقعي. الأجواء المتوترة والمليئة بالأسرار داخل البيت الأبيض تجعل من القارئ يشعر وكأنه يعيش الأحداث بنفسه.
الشخصية الرئيسية في الرواية، السيدة إليانور روزفلت، هي ما يضفي طابعًا فريدًا على السرد. فعلى الرغم من أنها ليست محققة رسمية، إلا أن ذكاءها الحاد وقدرتها على تحليل الأحداث والشخصيات يجعلها تتفوق على كثير من المحققين الرسميين. في هذا السياق، تعمل السيدة روزفلت عن كثب مع الشرطة لكشف ملابسات الجريمة، وهي مهمة تزداد صعوبة مع تورط شخصيات بارزة من الساسة والمستشارين.
من الجوانب المثيرة في الرواية أيضًا، هو التداخل بين الواقع والخيال، حيث يعتمد الكاتب على معلومات تاريخية حقيقية ويضيف إليها عناصر خيالية لتطوير حبكة القصة. هذا التداخل يجعل القارئ يشعر بتقارب مع الشخصيات التاريخية، ويثير تساؤلات حول كيفية تأثير العلاقات السياسية والشخصية في البيت الأبيض على مجريات التحقيقات الجنائية.
جريمة قتل في حديقة الورود تستقطب اهتمام عشاق الأدب الغامض والتحقيقات الجنائية، خاصة أولئك المهتمين بفترة الأربعينيات من القرن العشرين وما كان يجري خلف الكواليس في البيت الأبيض خلال تلك الحقبة. الرواية ليست مجرد قصة جريمة عادية، بل هي نافذة تطل على زمن مضى، مليء بالأسرار والمؤامرات، مما يجعلها قراءة ممتعة وشيقة للمهتمين بالتاريخ الأمريكي بالإضافة إلى عشاق روايات الغموض.
في المجمل، يجمع الكتاب بين عناصر الإثارة، والتحليل النفسي للشخصيات، والبحث الجنائي بطريقة تجعل من الصعب على القارئ وضع الكتاب جانبًا قبل الوصول إلى النهاية. تعد الرواية إضافة مميزة إلى سلسلة كتب إليوت روزفلت التي تلقي الضوء على حياة زوجة الرئيس الأمريكي بطريقة غير تقليدية، وتقدم نموذجًا غير معتاد عن الشخصية النسائية القوية التي تتخطى التوقعات النمطية لدورها في تلك الحقبة.