في هذا الكتاب الذي يحمل عنوان “جريس” والذي ألفه المؤرخ الشهير روبرت ليسي، نُقدم لوحة تاريخية متكاملة عن حياة الأميرة جريس كيلي، التي كانت قبل أن تصبح أميرة، أسطورة ونجمة سينمائية مشهورة. جريس كانت ليست مجرد رمز، بل امرأة تحمل في طياتها تناقضات عميقة، فكانت فنانة معقدة، زوجة متنازع عليها، وأم جريئة جسدت أحلامها بجرأة.
روبرت ليسي، الذي كتب سابقًا كتباً تاريخية حاسمة عن الملكة إليزابيث الثانية، ومملكة السعودية، وعائلة فورد، استطاع الوصول إلى معلومات فريدة واستثنائية حول حياة جريس. يبدأ ليسي رحلته في سرد قصة غنية بالتفاصيل منذ بدايتها في فيلادلفيا، حيث كان والد جريس، الذي كان رياضيًا أولمبيًا وبطلاً محليًا، يتجاهل ابنته الخجولة والمريضة. كانت جريس مصممة على جذب انتباه والدها والعالم.
على الرغم من الحذر الذي اتخذته في بناء صورة السيدة الشابة التي ترتدي القفازات البيضاء، كانت امرأة شابة جريئة وحتى متهورة. سقطت في علاقات محرمة، بما في ذلك علاقات مع زوج أفضل صديقتها، مدرسها في المسرح، وبعض من أشهر نجوم السينما في عصرها، مثل كلارك غيبل وويليام هولدن.
عندما التقت جريس بأميرها، كانت قد خاضت تجارب عديدة قرب القرار بالزواج، إلا أن والديها كانوا يعترضون على اختياراتها. نجح رينيه، ومعه خطاب مراسلات سري، في الفوز بقلب جريس وعائلتها في محطة حياتها السريعة نحو الزواج. لكن ليسي يكشف عن فرح جريس في حفل زفافها وتدهور حياتها في القصر المنعزل. يكشف عن جرح عميق في قلبها بسبب تصرفات رينيه المتسلطة وعدم احترامه لها بعد عشر سنوات من الزواج.
مع مرور الوقت، ومع اقترابها من منتصف العمر، وجدت الأميرة نفسها تعيش حياة منفصلة عن رينيه في باريس، حيث كانت تتصارع مع بناتها العنيدات والعنيفات. كما كانت تبحث عن الحنان الذي تشتاق إليه من خلال علاقاتها المتعددة مع الشبان الوسيمين. وعلى الرغم من ذلك، كانت جريس تحتفظ دائمًا بصورة الأميرة المحبوبة التي حققت السعادة الكاملة في نظر الجمهور. كانت تعمل بجد في واجباتها الرسمية والخيرية، وكانت مخلصة لشعبها.
لكن الحادث الذي وقع في سبتمبر 1982، حين انحرفت سيارتها عن الطريق الضيقة، جعلت وداع جريس أميرة محبوبة يتردد في القلوب. يقدم ليسي تفاصيل جديدة مثيرة حول الحادث والظروف المحيطة بالرعاية الطبية لجريس ووفاتها. “جريس” هو حكاية مؤثرة عن بطلة مأساوية محبوبة.