في كتاب “جذور السلة” للكاتب جون إدغار ويدمان، نجد أنفسنا أمام سرد رائع يجمع بين ذكريات الكاتب وتاريخ كرة السلة الأمريكية السوداء بطريقة تعكس جوهر الحياة والتأثيرات الثقافية والاجتماعية. إنها رحلة شخصية وفي الوقت نفسه تمثل قصة جذور كرة السلة السوداء في أمريكا، قصة لا يمكن فصلها عن مفاهيم العرق، الثقافة، الحب، والوطن.
يبدأ الكاتب رحلته من طفولته في منزل جدته وجدته في منطقة هوموود المهمشة في بيتسبرغ. كانت هذه البيئة هي عالم النساء، حيث كانت الجدات تحمي وتدلل بلا هوادة. ومع ذلك، قرر جون أن يهرب من هذا العالم المراقب إلى مكان يلتقي فيه عمال المصانع البيض بلعب كرة السلة خلال استراحاتهم. كان ذلك اللحظة المثيرة عندما سُلِمت له كرة السلة نقطة تحول في حياته. وفيما بعد، هرب من جدته المحتضرة إلى الملاعب حيث التقى بفتيان آخرين من السود. هنا، حقق إتقانًا حقيقيًا للعبة – اللعبة الأفريقية الأمريكية – التي ستغيره وتغير ثقافتنا.
باستخدام “روح الشعب السود” لدو بويس كنموذج، يمزج ويدمان بين السيرة الذاتية والتاريخ والفولكلور والتعليق ليخلق استحضارًا سحريًا لشريحته الفريدة من التجربة الأمريكية. يتخيّل فرقة هارلم غلوبتروترز في عام 1927، في طريقها إلى بلدة إلينوي حيث سيتم إعدام السكان السود. وفي لعبة على الملعب في غرينيتش فيليج، يستحضر لاري بيرد وماجيك جونسون، ومصادر الكوميديا السوداء. اللغة، الثقافة، الموسيقى، والرياضة الأمريكية الأفريقية تتداخل ببراعة في سرد لحني يتأرجح بين الحنين والغضب، من العلمي إلى الشارعي، من التحدي إلى الاحتفال.
كما هو الحال مع سيرته السابقة، يكون “جذور السلة” لويدمان شخصيًا بشكل عميق وصاخب. يمزج بين الفردية والتأثير بشكل قوي ومثير للتأمل. يقع الكتاب تحت فئة السير الذاتية والسير الذاتية الثقافية، وقد تم نشره بواسطة دار نشر هوتون ميفلين هاركورت في سبتمبر عام 2001. إنه عمل ثرٍّ بمعلوماته الوافرة وأسلوبه الأدبي الذي يجمع بين الأبعاد الشخصية والمجتمعية بشكل استثنائي.