تعتبر الكونتيسة إليزابيث باثوري من المشاهير التاريخيين المحيطين بالأساطير والروايات المثيرة للجدل، حيث تجسدت قصتها في العديد من الأعمال الأدبية والسينمائية. ولدت في المجر في عام 1560، وتميزت بجمالها اللافت وثقافتها العالية التي اكتسبتها من خلال التعليم في أفضل تقاليد عصر النهضة، بالإضافة إلى ثروتها الهائلة التي ورثتها.
عندما تولت الكونتيسة سلطة الحكم عند بلوغها سن السادسة عشر، انطلقت في طريق من الانغماس في الحياة العبثية والفجور، بمساعدة مستشارها الروحي، دارفوليا، وجمع كبير من الخادمات المتوترات والمفرط في تعبهن. ومع مرور الوقت وتزايد الرغبة في المتع الغريبة، خافت الكونتيسة من فقدان جمالها، فنصحتها ساحراتها بأخذ حمامات من دم العذارى لتجديد شباب جسدها.
وبدأت سلسلة طويلة من الفتيات الشابات تُختار لقضاء الليل مع إليزابيث، حيث يُزعم أن ما يصل إلى ستمئة وخمسين فتاة شابة توفين في قصور الكونتيسة. تظل هذه الحكاية مصدرًا للتكهنات والتساؤلات حول حقيقة أحداثها ومدى تورط الكونتيسة فيها.
تنتقل القصة إلى القرن العشرين، حيث يعيش النسيب المباشر لإليزابيث باثوري، دراك باثوري-كيريشتور، في نيويورك، ويصف نفسه بأنه فاشل في الحياة. تتسم علاقاته بالنساء بالكوارث، ويُطارده ماضيه في المجر الذي اضطر إلى الفرار منه خلال ثورة عام 1956. بعد انهيار الشيوعية، عاد إلى المجر بحثًا عن شبابه، لكنه وجد بدلاً من ذلك شيئًا أكثر رعبًا: الوجود السائد لجدته، الكونتيسة باثوري. عند عودته إلى الولايات المتحدة، يعترف بجريمة بشعة أمام قاض في نيويورك.
تروى هذه الرواية الرائعة من خلال عيون دراك، وهو يبحث عن جذوره ويتصالح مع هذا الجزء البشع من تاريخ عائلته. تجمع الرواية بين عناصر الخيال والتاريخ والدراما الشخصية، مما يجعلها قصة لا تُنسى تنم عن تفاصيل غنية وتصوير عميق للشخصيات والمواقف.
تم نشر الرواية في أغسطس 1995 بواسطة دار النشر سايمون آند شوستر، وهي تندرج تحت فئة الخيال العام. تعتبر هذه القصة جزءًا من تراث الأدب العالمي الذي يعكس تفاوت الإنسان بين الخير والشر، وتأثير الماضي على الحاضر والقدرة على التصالح مع الظروف الصعبة التي يمر بها الإنسان.