في جو من الحرب العالمية الثانية، تسلّط رحلة جندي مارين في كتاب “جحيم في المحيط الهادئ: رحلة جندي مشاة البحرية من غوادالكانال إلى بيليليو” أضواءً على المعارك الشرسة والتحديات اللاحقة التي واجهها هؤلاء الأبطال في ساحة المعركة. يأخذنا الكاتب جيم ماكإنيري برفق في رحلته مع زملائه الجنود، حيث يتحدث بكل صدق ووضوح عن تجربته في المحيط الهادئ خلال الفترة الحرجة من الصراع العالمي الثاني.
تأخذنا القصة إلى أرض الواقع القاسي، حيث تُسلِط الضوء على مرارة الحياة في ساحة المعركة، بدءًا من معركة غوادالكانال وصولاً إلى جزيرة بيليليو. تصف الصفحات الساخنة والترابية، والأحداث المفاجئة، والروابط الإنسانية القوية التي تشكلت في ظل الظروف الصعبة.
يكشف الكتاب عن الروح القتالية التي أثبتها هؤلاء الرجال، ويسلط الضوء على التحديات التي تعرضوا لها لحماية الحرية والقيم الإنسانية. يعكس السرد الدقيق والملموس عن حياة المارينز كيف كانت المحن والتضحيات تشكل جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية.
الكتاب ليس مجرد سجل للأحداث، بل هو نافذة إلى عقول الرجال الذين عاشوا تلك الفترة الصعبة. يُظهر لنا ماكإنيري، بالتعاون مع بيل سلون، لمحة حية وعاطفية عن القتال، وكيف تشكلت العلاقات الإنسانية تحت ضغط الحرب.
من خلال استعراض الكاتب سي. بيتر تشين، الذي قدم للكتاب مراجعة متأنية في عام 2012، نجد أن الكتاب لا يقتصر على تسليط الضوء على الجوانب العسكرية فقط، بل يمتد إلى الجوانب الإنسانية والنفسية لتلك التجربة الفريدة.
في النهاية، يعتبر “جحيم في المحيط الهادئ” عملًا أدبيًا يحمل قصة حقيقية للبقاء والتحدي في ظل ظروف صعبة، ويشكل إضافة قيمة للأدب الحربي، حيث يتناول بعمق تأثير الحروب على الإنسان وروحه.