قمر الأرض الصناعي “جاوفن 1-05″، الذي يحمل الاسم الرسمي الحالي، يعد واحدًا من الإنجازات الفضائية البارزة التي تمثل التطور التكنولوجي في مجال رصد البيئة والمراقبة الأرضية. يُعد هذا القمر الصناعي جزءًا من البرنامج الصيني للأقمار الصناعية “جاوفن”، والذي يهدف إلى رصد وفحص الموارد الأرضية والمائية على مستوى عالمي، بالإضافة إلى معلمين بيئيين آخرين بما في ذلك الملوثات الجوية وغازات الاحتباس الحراري.
تم تسجيل هذا القمر الصناعي في الأمم المتحدة بإسم “جاوفن 1-05″، ويعود ملكيته وتشغيله لوزارة الأراضي والموارد الطبيعية الصينية، بالتعاون مع وزارة حماية البيئة ووزارة الزراعة. يعتبر الهدف الرئيسي لاطلاق “جاوفن 1-05” هو إجراء رصد هايبرسبيكترالي للبيئة الأرضية، وهي تقنية متقدمة تتيح تحليل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء على نطاق واسع.
تم إطلاق هذا القمر الصناعي في موعد 8 مايو 2018، من مركز الإطلاق تاييوان باستخدام صاروخ “لونج مارش 4C”. يتحرك القمر في مدار منخفض حول الأرض بزاوية مائلة إلى محور الاستواء، ويتبع مدارًا متزامنًا مع الشمس، الأمر الذي يسهم في جعل عمليات الرصد والمراقبة البيئية أكثر دقة.
من الناحية التقنية، يبلغ وزن الإطلاق لهذا القمر الصناعي حوالي 805 كيلوغرام، ويتميز بمدة دورة حياتية متوقعة تصل إلى 8 سنوات. تم تصنيع القمر الصناعي بواسطة “شينا سبيسيسات”، وهي شركة فضائية صينية رائدة في هذا المجال.
من جهة أخرى، يأتي هذا القمر الصناعي بمستشعرات فائقة الدقة والحساسية تمكنه من إجراء استبصار شامل للموارد الطبيعية والتغيرات البيئية. يشكل “جاوفن 1-05” إضافة قيمة إلى جهود الرصد العالمية، حيث يقدم تحليلاً دقيقاً للأرض والماء والهواء، ويقدم بيانات تساعد في فهم تأثيرات الأنشطة البشرية على البيئة.
في الختام، يبرز “جاوفن 1-05” كمثال على التطور التكنولوجي المستمر في مجال الأقمار الصناعية، وكوسيلة فعالة لفهم ومراقبة البيئة على مستوى عالمي.