“ثيرما روما” هي مانغا فريدة من نوعها تأخذنا في رحلة عبر الزمن والثقافات، إذ تروي قصة المهندس المعماري الشهير لوسيوس في العصور القديمة بروما. يجد نفسه لاحقًا في وضعٍ صعب حيث يفقد وظيفته بسبب عدم ملاءمة أسلوبه المعماري الراقي، ويجد أن كل الحمامات العامة في المدينة صارت مكانًا صاخبًا لا يُعنى فيه بالاسترخاء بل بالضجيج والازدحام.
تبتكر القصة حينما يحاول لوسيوس الهروب من الصخب والضجيج عن طريق الغوص في مياه الحمام، حيث يكون الهدوء والسكينة. ومع ذلك، يجرفه تيار مائي قوي إلى أعماق لا يمكن للثرثارة من زملائه الحمامة الوصول إليها. عندما يخرج إلى السطح، يجد نفسه في حمام عام تمامًا مختلف، وعلى الرغم من اعتقاده بأنه دخل إلى حي العبيد، إلا أنه في الحقيقة قد تم سحبه عبر الزمن إلى اليابان الحديثة!
وفي هذا الزمان الجديد وبفضل المعرفة التي اكتسبها حول هذه الحمامات الغريبة، يكون لوسيوس عازمًا على استعادة سمعته المهنية وتحديث ثقافة الاستحمام الرومانية. يتنقل بين الفضاء والزمان، حيث يتعلم من التجارب اليابانية الحديثة ويحاول تقديم تحسينات رياضية وثقافية إلى عالم الحمامات الرومانية.
تتميز المانغا بالجوانب الكوميدية والساخرة، حيث يقدم لنا لوسيوس بطريقة طريفة رؤية فكاهية عن التبادل الثقافي بين عصور مختلفة. العمل يلقي نظرة فكاهية على التناقضات الثقافية بين الماضي والحاضر، وكيف يمكن أن يؤدي الفهم المتبادل والابتكار إلى تحسين الحياة اليومية، حتى في مجالات يبدو أنها تفصل بينها عقود أو حتى قرون.
تجسد الرسوم الفنية في المانغا بشكل رائع الفارق الزمني والثقافي بين العصور، مع تصوير متقن للبيئتين الرومانية القديمة واليابان الحديثة. يتميز العمل بالفعل بالعديد من العناصر مثل الكوميديا والسينين والتاريخي، مما يجعله تجربة فريدة وممتعة للقراء الباحثين عن مزيج فريد من الفكاهة والرحلة الزمنية والتفاعل الثقافي.