في العام 1640، شهدت إكوادور واحدة من أهم الأحداث الطبيعية التي غيّرت وجه المنطقة بشكل جذري، حيث ثار بركان تونغوراهوا، الواقع في خطوط العرض -1.467 وخطوط الطول -78.442. يُعتبر بركان تونغوراهوا من البراكين الاستراتوفولكانية، وهي الفئة التي تتميز بنشاطها البركاني القوي وتأثيرها الكبير على المناطق المحيطة بها.
تمتاز تونغوراهوا بارتفاعها الذي يبلغ حوالي 5023 مترًا عن سطح البحر، مما يجعلها واحدة من الجبال البركانية الشاهقة في هذه المنطقة. وفي العام 1640، شهدت تونغوراهوا ثورة بركانية بفعل الضغط الهائل للغازات والصهارة البركانية في باطن الأرض. وقد أدت هذه الثورة البركانية إلى انبعاث كميات هائلة من الرماد والحمم البركانية إلى السماء، مما أحدث تأثيرات مدمرة على البيئة المحيطة والمجتمعات البشرية في المنطقة.
تصنف ثوران تونغوراهوا في هذا العام بمستوى VEI 3.0، وهو مستوى يشير إلى الانبعاثات الكبيرة والتأثير الواسع النطاق على البيئة والبنية التحتية. وكانت الوكالة المسببة لهذا الانفجار البركاني القوي هي الحمم البركانية من النوع P.
كما ترتبط هذه الثورة البركانية بكارثة إنسانية جسيمة، حيث بلغت حصيلة الوفيات نحو 5000 شخص، مما خلّف أثرًا هائلًا على السكان المحليين والمجتمعات المجاورة. الحوادث التي نتجت عن هذا الحدث الكارثي تشمل تدمير المنازل بنسبة كبيرة (4.0)، وترك آلاف المنازل في حالة خراب. كما تسببت الثورة البركانية في إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والممتلكات، وتقدير قيمة الأضرار المالية يظل حتى الآن غير متوفر.
يجسد بركان تونغوراهوا في هذا العام حدثًا تاريخيًا يستحق الدراسة والتأمل، حيث أنه يُظهر القوة الهائلة للقوى الطبيعية وتأثيرها المدمر على الحياة البشرية والبيئة المحيطة. إن هذا الحدث البركاني يظل تذكيرًا بضرورة تطوير وتنفيذ إجراءات وقائية قوية لتقليل تأثيرات الكوارث الطبيعية في المستقبل وحماية حياة البشر وممتلكاتهم من تلك الظواهر القوية والمدمرة.