في “تقول أنك تريد ثورة: قصة سياسة عصر المعلومات”، يقدم ريد إي. هاندت، رئيس اللجنة الاتحادية للاتصالات منذ عام 1993 إلى عام 1997، رؤية فريدة حول كيف أشكلت السياسة عصر المعلومات في أمريكا. يروي هاندت قصة المعارك من أجل الفوائد السياسية التي تقف وراء الإبداع الهائل للثروة والتغييرات الاجتماعية التي يُطلق عليها عادة “الاقتصاد الجديد”. وفي صلب السرد يتمحور الموضوع حول مرور وتنفيذ مذهل لقانون الاتصالات لعام 1996، الذي أذن للجنة الاتحادية للاتصالات بتحلية الاحتكار بالمنافسة وضمان الوصول إلى الإنترنت لجميع الأمريكيين، بما في ذلك كل طفل في كل فصل دراسي.
اعتمادًا على قيادة زميله في الصف الثانوي أل غور، والعثور على حلفاء غير متوقعين في صفوف المدافعين عن السوق الحرة، قاد هاندت اللجنة الاتحادية لاتخاذ القرارات التي ساعدت في إشعال موجة من روح ريادة الأعمال، التي بدورها منحت الولايات المتحدة اقتصاد الإنترنت الرائد في العالم. وكما يظهر السرد، كانت كل قرارات تشمل معارك سياسية هائلة – بين الصناعات القائمة والشركات الناشئة، بين نيوت جينجريتش والبيت الأبيض لكلينتون-غور، بين مدافعين داخل حلقة الخط والدعاية الشعبية الجديدة للبريد الإلكتروني، بين سياسة المال وسياسة الأفكار. وخلال نفس الفترة، كانت لجنة الاتصالات الاتحادية، التي تم تجاهلها في كثير من الأحيان وانتقدت تاريخياً، المكان الذي قررت فيه الحكومة ما إذا كانت ستبدأ أكبر مبادرة وطنية لإصلاح التعليم الابتدائي والثانوي في تاريخ البلاد: برنامج ربط كل فصل دراسي بالإنترنت بحلول عام 2001.
تقدم تقرير هاندت من ساحة المعركة السياسية رؤية هامة حول دوافع وشخصية ليس فقط للغور بل أيضاً لشخصيات بارزة في الحياة السياسية، فضلاً عن العديد من ملوك الإعلام في عصرنا. مروى بحماس وذكاء، إنها حكاية تلهم القلق والثقة في ديمقراطيتنا في عصر المعلومات.