“قلب العالم رأساً على عقب: داخل الثورة الأمريكية”، للمؤلف جون تيبل، يقدم رحلة تاريخية مميزة إلى فترة الثورة الأمريكية والتأثيرات العميقة التي خلفتها على شكل الدولة وشعبها. من خلال روايته لأحداث الحرب وتحليله للمشهد السياسي والاجتماعي، يسلط الضوء على جوانب غير معروفة من هذه الفترة الحاسمة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
عندما استسلمت القوات البريطانية في يوركتاون، لعبت زمرة النايفون للجيش البريطاني المهزوم أغنية “قلب العالم رأساً على عقب”. كانت هذه الأغنية مناسبة للغاية – ففي سبع سنوات من الحرب، لم تتمكن القوات الأمريكية من الادعاء بسوى ثلاث انتصارات عسكرية ذات أهمية. لكن البريطانيين لم يعد بإمكانهم الاستمرار في جهودهم. كان لديهم معارك أكثر إلحاحًا لمواجهتها في أوروبا، ولم يعد لديهم المزيد من المال والأرواح لينفقوها في قمع التمرد الذي، بفضل الأخطاء المتكررة، لم يستطيعوا إنهائه تمامًا.
لكن التاريخ يكتبه الفائزون، وخلال مرور مائتي عام على الثورة، نمت شبكة من الأساطير والخرافات حول الصراع، مجددًا إياه بشكل لا يُعرف. جون تيبل يسعى إلى الوصول إلى الحقيقة بأقصى قدر ممكن حول كيف تم ولادة هذا البلد وكيف كان شعبه على كلا الجانبين. يساعد القارئ على اكتشاف سبب عدم شعبية الثورة التي كانت بلا شك أكثر الحروب التي خاضتها الأمة هذه على الإطلاق، وفي بعض النواحي الأكثر وحشية.
من هذا المنظور، تتبين الثورة أنها مثل الحروب الأخرى – ليست صراعاً مجيداً ومتعالياً، ولكنها (لكلا الجانبين) صراع يتلاشى سريعًا بعد الحماس الأولي، ويتسع الفجوة بين الجنود والمواطنين، وتتزايد الفجوة بين الوهم والواقع. ومع ذلك، أنتجت الثورة أبطالًا حقيقيين ومجموعة من الشخصيات الأخرى التي ستجاوز أي عرض هوليوودي بتنوعها الكامل، إذا لم يكن هناك ما هو أكثر.
كانت حرب الاستقلال حدثًا فريدًا في تاريخنا، حدث يستحق فهمًا أفضل بكثير إذا كنا نريد فهم أنفسنا كشعب وأمة.