في العام 1871، وتحديدًا في اليوم الثلاثين من شهر أبريل، شهدت جزيرة كاميغوين في البحر السلو، وهي جزء من الفلبين، حدثًا طبيعيًا مدمرًا شكّل نقطة تحوّل في تاريخها. فقد ثار بركان هيبوكهيبوك، الذي كان يُعتبر متوقّفًا، بانفجار عنيف في الساعة السابعة صباحًا على طرف الجزيرة الشمالي الشمالي الشرقي. وبصوت رهيب، انطلقت عمودٌ من البخار والصخور والرماد إلى السماء، حيث تساقط الرماد على مسافة تصل إلى 200 كيلومتر من البركان. وقد دمّرت كل شيء في نطاق نصف قطره 2-3 كيلومتر من الفوهة الجديدة، لكن لم يحدث أي ضحايا، نظرًا لأن سكان أقرب مستوطنة، كاتارمان، قد تركوا منازلهم خوفًا من الزلازل قبل حدوث الانفجار.
وفي هذا السياق، يروي فوكس (1872) تفاصيل الثوران بشكلٍ مختلف إلى حدٍ ما، حيث بدأت المنطقة المنخفضة في مستوطنة كاتارمان تغرق تدريجيًا، بحيث وصلت أسطح المنازل إلى مستوى الأرض في وقت قريب. وبينما كان العديد من السكان يشاهدون هذه الظاهرة، بدأت ثورة عنيفة في الساعة الخامسة مساءً من فوهة بركانية صغيرة ظهرت حديثًا في مكان القرية. حيث ارتفعت سحب ضخمة من الدخان في الهواء، وخرجت تدفقات من الحمم والمياه. واستمرت الانفجارات كالطلقات من مدفع كبير بلا توقف لساعات عدة، ثم حدثت مهلة قصيرة، تلاها مجددًا انفجارات وانهيارات جديدة، وتدفقت الحمم مرة أخرى من الفوهة، مغمورة الكوخ في طريقها وساقطة بصوت هدير مرعب في البحر. وعلّقت سحب كثيفة من الرماد فوق الجزيرة، في حين تسربت شعاعًا من اللهب من فوهة البركان عبر الرماد الداكن. واستمر الثوران لفترة طويلة.
وبالرغم من أن الانفجار نجا منه السكان بفضل تركهم لمنازلهم مسبقًا بسبب الزلازل، فإن تداعياته لم تكن بالغة الإيجابية بالكامل، حيث هرب سكان الجزيرة، البالغ عددهم 26،000 نسمة، واجتاحهم موجة من البحر.