في العام 1766، شهدت منطقة لوزون في الفلبين حدثاً هاماً ومدمراً، حيث ثار بركان مايون بكل قوته. بركان مايون هو بركان من نوع الستراتو، يقع على خط عرض 13.257 درجة وخط طول 123.685 درجة، في جميلة الفلبين. يعتبر ارتفاعه الهائل البالغ 2462 متراً جزءًا من سماته الفريدة والتي تميزه عن غيره من البراكين.
تجسد ثوران بركان مايون في تلك الفترة فعلاً هائلاً يحمل في طياته تداعيات وخيمة على المنطقة المحيطة. الثوران تسبب في وفاة 49 شخصاً، وهو أمر يجسد حجم الكارثة الطبيعية التي حلت بالسكان المحليين. كما أسفرت هذه الكارثة عن إصابة عدد غير معلوم من الأشخاص، وتدمير مئات المنازل، وهو ما أسفر عن خسائر مالية كبيرة وصعبة التصور.
يُعد بركان مايون من البراكين التي تتسم بنشاطها الشديد والمتقلب، حيث يُصنف نوعه كستراتوفولكانو، ما يعني أنه يتميز بهيكله البركاني الشاهق وتضاريسه الوعرة. تاريخه يشهد على سلسلة من الانفجارات والثورات التي أثرت في المنطقة المحيطة به، مما يجعله محط اهتمام العلماء والباحثين الذين يسعون لفهم هذا الظاهرة الطبيعية الرهيبة.
تُظهر البيانات الدقيقة المتوفرة لهذا الحدث البركاني الكبير أن الأثر البشري والمادي كانا ضخمين. الأرواح التي فقدت والممتلكات التي دُمرت تشكل جزءًا من سجلات هذا البركان القوي. يعتبر الفلبينيون تلك الحادثة جزءًا لا يتجزأ من تاريخهم، حيث يعيشون مع وعي متجدد حيال خطر البراكين الذي يهدد مناطقهم.
تجمع هذه الأحداث في تاريخ مايون بركان بقصة تحذيرية حية عن تأثير الظواهر الطبيعية على حياة الإنسان، وكيف يجب أن يكونوا على استعداد دائم لمواجهة هذه التحديات القوية والمدمرة. تبقى دروس هذا الحدث البركاني الكبير خالدة، محثة الباحثين وصانعي القرار على استمرار العمل نحو فهم أفضل واستعداد أفضل لمثل هذه الكوارث الطبيعية.