في السابع عشر من مارس عام 1930، شهد العالم حدثًا مدمرًا بشكل لا يصدق، حيث ثار بركان كراكاتو، مخلفًا خلفه جزيرة من الطين كتلة جديدة في المحيط الهندي. كان هذا الانفجار البركاني الذي وقع في إحدى المناطق الأكثر جمالًا وتحديًا في العالم، مرحلة وسيطة في سلسلة من الأحداث المأساوية التي شهدتها المنطقة.
خلال هذا الفترة المتوسطة بين العاشر من مارس والخامس من أبريل، شهدت سطح البحر في محيط البركان تضخمًا متكررًا فوق البركان نفسه، حيث وصل ارتفاع الأمواج في يوم السابع عشر من مارس إلى مستويات تصل إلى 500 متر. هذه الظاهرة الطبيعية الرهيبة لم تكن سوى جزء من تلك السلسلة المروعة من الأحداث.
إن ثوران بركان كراكاتو له تاريخ مثير للدهشة، فقد تسبب في واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية إرباكًا في التاريخ المعاصر. ومن المثير للإعجاب كيف أن هذا الحدث الذي وقع في مكان بعيد وزمان بعيد لا يزال يحمل تأثيره حتى اليوم.
تصاحب ثوران البراكين غالبًا موجات مد عملاقة قادرة على تدمير كل شيء في طريقها، ولكن في هذه الحالة كانت مصداقية تسونامي البركان موضوع شك كبير. رغم ذلك، فإن الفوضى والدمار الذي خلفه هذا الانفجار لا يمكن إنكاره.
في النهاية، فإن الدروس التي نتعلمها من هذه الكوارث الطبيعية هي أن الطبيعة لا تعرف الرحمة، وأن الإنسان لا بد له من التأقلم مع قوتها وتقبل حقيقة أنه يعيش على كوكب متقلب وغامض.