في العام 1911، وتحديداً في اليوم الثلاثين من شهر يناير، هز ثوران بركان تال الجزيرة الفلبينية وجعلها تندمج في تاريخ الكوارث الطبيعية الفتاكة. هذا الثوران لم يكن عادياً، بل كان مرتبطاً بتشكل موجات مد عاتية، حيث أحدث موجات عملاقة على بحيرة بومبون وزادت بشكل كبير من الدمار وفقدان الأرواح على جميع شواطئ البحيرة.
تلك اللحظة الأليمة شهدت تكون فراغ جزئي عندما انفجر البركان، مما أدى إلى انخفاض الضغط الجوي وتكون تيارات هوائية متقابلة نحو البركان بشكل ملحوظ، حيث اكتسبت الرياح قوة كبيرة. وعلى الأرجح فإن هذه الرياح كانت سبباً في تكون الموجات الهائلة التي شكلت على بحيرة بومبون، والتي زادت بشكل كبير من الدمار وفقدان الأرواح على جميع شواطئ البحيرة.
ومنطقة الدمار الجزئي الثانية، التي تضم جميع شواطئ البحيرة، شهدت سقوط كثيف للرماد، حيث تم تسجيل العديد من الضحايا الذين جرفتهم الموجات الهائلة التي اجتاحت أماكن ترتفع 3 أمتار فوق المستوى العادي للبحيرة. وكانت خسائر الحيوانات بسبب نفس السبب أكبر بكثير، حيث لقوا حتفهم بسبب الجوع بعد أن لم يتبق لهم شيء للأكل.
وبالنسبة للخسائر البشرية، فقد أفادت تقارير صحفية في منطقة مانيلا بوفاة عشرين شخصًا، جميعهم من السكان المحليين، جراء موجة المد التي تبعت ثوران بركان تال. وفي تقارير أخرى من المنطقة، أشارت إلى وفاة خمسين شخصًا آخرين جراء الموجة البحرية العنيفة التي أعقبت ثوران البركان، وتدمير نصف قرية ليميري. وتم تأكيد تقارير بغرق الجزيرة التي يوجد عليها البركان بمسافة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أقدام، بالإضافة إلى تغطية الطين والرماد المناطق المحيطة بعمق ستة بوصات.
وعلى الرغم من أن الثوران لم يكن تحت الماء، وبالتالي فإن الانفجارات تحت الماء لم تكن سببًا في التسونامي، ولم تنتج الزلازل في المرحلة الأولية تسونامي. وبالتالي، فإن آلية التدفق البركاني الأسطواني هي الأكثر احتمالاً كآلية مصدرية للتسونامي، بحسب دراسات سابقة. ومع ذلك، يُعتبر تشكيل موجات صدم جوية ناتجة عن الانفجارات القوية من المصادر المحتملة للتسوناميات. وقد ارتبطت تسوناميات مشاهدة خلال ثوران عام 1965 بالموجات الصدمية، على الرغم من أن نقل الطاقة من الهواء إلى الماء يعمل بشكل رئيسي على مناطق كبيرة من المياه العميقة، أي أكبر وأعمق من بحيرة تال كالديرا.