في العام 1856، شهدت جزيرة سانجيهي في إندونيسيا واحدة من أهم الأحداث الطبيعية التي شكلت تأثيراً هائلاً على المنطقة وسجلت في التاريخ الجيولوجي كواحدة من أبرز البراكين التي تمثلت في بركان آو الواقع في إندونيسيا.
يعود تاريخ هذا الحدث الكارثي إلى اليوم الثاني من شهر مارس في عام 1856. بركان آو، الذي يتميز بموقعه في جزيرة سانجيهي بإندونيسيا، شهد ثورانًا هائلًا أدى إلى تدمير وخسائر فادحة. يتمتع هذا البركان بإحداثيات جغرافية توضح خطوط العرض 3.67 وخطوط الطول 125.5، ويقع على ارتفاع يصل إلى 1320 مترًا عن سطح البحر.
بركان آو يُصنف كبركان طبقي، مما يعني أنه يتميز بطبقات من الصخور والرماد المتتالية التي تكوّنت على مر الزمن نتيجة للانفجارات والثورانات السابقة. يصاحب هذا التصنيف مؤشر تصنيف الانفجار البركاني (VEI) الذي يبلغ 3.0، مما يشير إلى قوة الانفجار والكمية الهائلة من الرماد والحمم التي أطلقت إلى الجو.
وكانت وكيلة هذا الثوران هي الحمم البركانية، والتي ساهمت بشكل كبير في الأضرار الواسعة التي لحقت بالمنطقة المحيطة بالبركان. الثوران أسفر عن وفاة 2806 شخصًا، وتصنف هذه الوفيات ضمن الفئة الرابعة، مما يعكس مستوى الكارثة وخطورتها.
تأثيرات هذا الثوران لم تقتصر على خسائر الأرواح فقط، بل شملت أيضًا دمارًا هائلًا للممتلكات. بلغت قيمة الأضرار المالية الناتجة عن هذا الحدث المأساوي مبلغًا ضخمًا، وتقدر بالملايين، حيث تم تدمير العديد من المنازل والممتلكات في المنطقة المحيطة بالبركان.
يعد بركان آو حدثًا بركانيًا لا يُنسى في تاريخ إندونيسيا، حيث أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان في المنطقة وترك وراءه أثراً لا يمكن إنكاره. تعد هذه الكارثة الطبيعية من اللحظات التي تستحق البحث والدراسة لفهم أبعادها الكاملة والعبر المستفادة منها لتحسين استعداد المجتمعات لمواجهة التحديات المستقبلية المتعلقة بالبراكين.