كتاب “ثقافة الشكّ: كيف تُسهِّل القانون والسياسة الأمريكيّة التهوين من التفاني الديني” للكاتب ستيفن إل. كارتر يستعرض تفاصيل متعددة حول العلاقة بين الدين والسياسة في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن اللافت للنظر أن الولايات المتحدة غالبًا ما تُعتبر الأمّ الدينية في العالم الغربي، إلا أن العديد من القادة السياسيين وصانعي الرأي يرون أي عنصر ديني في الحوار العام بأنه أداة لليمين المتطرف لإعادة تشكيل المجتمع الأمريكي.
يقدم كارتر حججًا مقنعة حول كيفية حفظ الفصل المهم بين الكنيسة والدولة مع الاعتراف بأهمية وجود الملايين من المواطنين المتدينين، دون إستخفاف بإيمانهم أو معاملتهم بالازدراء. وما يميز عمل كارتر هو استخدامه لوسائل ليبرالية للوصول إلى ما يُعتبر في كثير من الأحيان أهدافًا محافظة.
يشرح كارتر كيف يمكن للحفاظ على دور خاص للمجتمعات الدينية أن يقوّي ديمقراطيتنا. يعيد الكتاب استحضار التقليد الطويل للشهادة الدينية الليبرالية (على سبيل المثال، حركات مكافحة العبودية ومكافحة الفصل العنصري وحركات معارضة حرب فيتنام)، ويُقدِّم حججًا بأن المشكلة في اجتماع الحزب الجمهوري لعام 1992 لم تكن في وجود الدعوة الدينية المفتوحة بل في المواقف السياسية التي كانت تُنادى بها.
يسلط الكتاب الضوء على مجموعة واسعة من القضايا: من الدين في المدارس إلى زفاف القس سان ميونغ مون الجماعي، ومن الإجهاض إلى فرع داووديانز. تاريخ نشر الكتاب هو أكتوبر 1993، وهو من نشر بيسك بوكس، ويندرج تحت فئة الدين والسياسة والدولة.