في السنة 1631، تحديدًا في شهر فبراير، وتحديدًا في اليوم الرابع عشر منه، شهدت منطقة شمال شرق إفريقيا حدثًا طبيعيًا ذا طابع استثنائي، حيث ثبتت وقوع ثورة بركانية عنيفة تتعلق بالبركان المعروف باسم “داما علي”. يقع هذا البركان في إثيوبيا، بالقرب من إحداثيات جغرافية تظهر على خط عرض 11.28 درجة وخط طول 41.63 درجة، وارتفاع يبلغ 1068 مترًا عن سطح البحر.
“داما علي” يُصنف كبركان درعي، وهو من الأنواع البركانية التي تتميز بطبقاتها الهادئة وشكلها الأسطواني. يُعتبر هذا النوع من البراكين ذا تأثير هامشي وهو غالباً ما يكون غير متفجر بشكل كبير. ومع ذلك، في هذا الحدث الخاص في عام 1631، شهد المنطقون تفاعلًا بركانيًا قويًا جعلهم يتذكرونه إلى الأبد.
تأثيرات هذه الثورة البركانية لم تكن محدودة إلى الأضرار البيئية والجيولوجية، بل تجاوزت ذلك إلى أثر كبير على الحياة البشرية في المنطقة. بلغ عدد الوفيات جراء هذا الحدث الكارثي 50 شخصًا، وكانت أسباب الوفاة متعلقة بالتدمير الجسيم الناتج عن البركان. كما تعرضت المنطقة المحيطة بالبركان لخسائر مالية هائلة، حيث بلغت الأضرار المادية مليوني دولار، وكانت غالبًا ما تتعلق بتدمير الممتلكات والمباني.
التسجيلات التاريخية تظهر أن هذا الحدث البركاني أحدث تأثيرات كبيرة على البيئة المحلية والمجتمع، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من تاريخ تلك المنطقة. يتمثل هذا الحدث كعلامة بارزة في سجلات الكوارث الطبيعية، مما يبرز أهمية دراسته وفهم تأثيراته للحفاظ على سلامة السكان في المستقبل. يجدر بالذكر أن البراكين، على الرغم من جمالها الطبيعي وتكويناتها الفريدة، تحمل في جوفها قوة هائلة قادرة على تغيير مسارات الحياة البشرية بشكل جذري.