ثآليل الأطفال: الأسباب والعلاج

ثآليل الأطفال: الأسباب، التشخيص والعلاج

تعد الثآليل من المشكلات الجلدية الشائعة التي يصاب بها الأطفال في مراحل مختلفة من نموهم، ورغم أنها قد تكون مزعجة للأهل في بعض الأحيان، إلا أن الكثير منها يختفي من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى تدخل طبي. في هذا المقال، سوف نتناول بالشرح التفصيلي ماهية الثآليل عند الأطفال، الأسباب التي تؤدي إلى ظهورها، طرق تشخيصها، وكذلك كيفية التعامل معها وعلاجها.

تعريف الثآليل وأسباب ظهورها

الثآليل هي نتوءات جلدية غير سرطانية ناتجة عن عدوى فيروسية تنتج عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV). هذا الفيروس يدخل الجسم من خلال الجروح أو الخدوش الصغيرة في الجلد، ويؤدي إلى تكاثر الخلايا في المنطقة المصابة، مما ينتج عنه ظهور ثآليل. يختلف نوع الفيروس المسبب للثآليل بحسب مكان ظهورها، حيث توجد أنواع مختلفة من الثآليل قد تظهر على اليدين أو القدمين أو الوجه أو حتى الأعضاء التناسلية.

من الجدير بالذكر أن الثآليل ليست حالة مرضية خطيرة، بل هي عبارة عن اضطراب جلدي يمكن أن يكون مزعجًا، ولكنها لا تشكل تهديدًا كبيرًا لصحة الطفل. ومع ذلك، فإن تأثيرها على مظهر الطفل قد يكون له بعض التأثيرات النفسية، خاصة إذا كانت الثآليل في مناطق مكشوفة من الجسم.

أنواع الثآليل عند الأطفال

تظهر الثآليل عند الأطفال بعدة أشكال، تتراوح في الحجم والشكل حسب نوع الفيروس المسبب لها. وتشمل الأنواع الأكثر شيوعًا ما يلي:

1. الثآليل الشائعة (Verruca vulgaris):
   وهي أكثر أنواع الثآليل شيوعًا، وتظهر غالبًا على اليدين أو الأصابع. تكون عادة ذات سطح خشن ولون مشابه للجلد أو أفتح قليلاً.

2. الثآليل الأخمصية (Plantar warts):
   تظهر هذه الثآليل على باطن القدمين، وغالبًا ما تكون مؤلمة لأنها تكون تحت الضغط أثناء المشي أو الوقوف. قد تكون على شكل نتوءات قاسية وصغيرة.

3. الثآليل المسطحة (Flat warts):
   تكون أصغر من الأنواع الأخرى، وغالبًا ما تكون مسطحة وملساء. تظهر عادة على الوجه أو الذراعين أو الأرجل.

4. الثآليل التناسلية (Genital warts):
   قد تصيب الأعضاء التناسلية لدى الأطفال، وتسببها سلالات معينة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). وعلى الرغم من أن هذه الثآليل يمكن أن تكون مزعجة، إلا أنها نادرة نسبيًا لدى الأطفال.

كيفية انتقال الفيروس

ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري المسبب للثآليل من شخص لآخر عبر التلامس المباشر أو عبر الأسطح الملوثة بالفيروس. الأطفال الذين يتشاركون الأدوات الشخصية مثل المناشف أو الألعاب يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة. أيضًا، يؤدي الاستحمام في الأماكن العامة مثل حمامات السباحة المشتركة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالثآليل.

تشخيص الثآليل

عادة ما يكون تشخيص الثآليل عند الأطفال بسيطًا، حيث يمكن للطبيب أو أخصائي الجلدية تشخيصها بناءً على مظهرها. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر فحصًا إضافيًا إذا كانت الثآليل غير معتادة أو كانت تسبب قلقًا لدى الأهل، ولكن في معظم الحالات لا يتطلب الأمر إجراء اختبارات متقدمة.

هل تحتاج الثآليل للعلاج؟

قد يكون السؤال الأكثر شيوعًا بين الأهل هو ما إذا كانت الثآليل تحتاج إلى علاج أم لا. من المهم أن يعرف الأهل أن الثآليل عادة ما تختفي من تلقاء نفسها في معظم الحالات، وفي الغالب لا تكون هناك حاجة لعلاجها إذا لم تسبب الألم أو المشاكل النفسية للطفل. يمكن أن يستغرق اختفاء الثآليل الطبيعية من دون علاج وقتًا طويلاً قد يمتد لعدة أشهر أو حتى سنوات.

مع ذلك، قد يختار بعض الأهل متابعة العلاج إذا كانت الثآليل تتسبب في ألم أو إحراج للطفل، أو إذا كانت في مكان حساس مثل الوجه أو الأعضاء التناسلية.

طرق علاج الثآليل عند الأطفال

على الرغم من أن معظم الثآليل تختفي من تلقاء نفسها، إلا أن هناك العديد من العلاجات التي يمكن استخدامها للتخلص منها بسرعة أكبر أو لتخفيف الأعراض المصاحبة لها. تعتمد طريقة العلاج على نوع الثؤلول ومدى تأثيره على الطفل. إليكم أبرز العلاجات المستخدمة:

1. العلاج بالكريمات والمراهم:
   تتوفر عدة كريمات تحتوي على حمض الساليسيليك، الذي يعمل على تقشير الجلد المتضرر تدريجيًا. يعد هذا العلاج من أكثر العلاجات شيوعًا والثابتة فعاليته في علاج الثآليل الشائعة.

2. التجميد (العلاج بالتبريد):
   هذا العلاج يتضمن تجميد الثؤلول باستخدام النيتروجين السائل. هذه الطريقة غالبًا ما تكون فعالة في إزالة الثآليل، وقد يحتاج الطفل إلى عدة جلسات لإزالة الثؤلول بشكل كامل.

3. الليزر:
   في بعض الحالات، يمكن استخدام العلاج بالليزر لقتل الفيروس المسبب للثآليل. غالبًا ما يتم اللجوء إلى هذا العلاج في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.

4. العلاج بالقطع أو الكشط:
   في حالات نادرة، قد يحتاج الطبيب إلى إزالة الثؤلول جراحيًا إذا كان كبيرًا جدًا أو لا يستجيب للعلاج. يتم ذلك تحت التخدير المحلي في عيادة الطبيب.

5. الأدوية المضادة للفيروسات:
   في حالات نادرة، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للفيروسات للمساعدة في السيطرة على الفيروس، لكن هذا الخيار نادرًا ما يكون ضروريًا.

هل تختفي الثآليل من دون علاج؟

كما تم ذكره في بداية المقال، فإن الثآليل لدى الأطفال غالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها في غضون سنة أو أقل. يحدث هذا عندما يقوى جهاز المناعة ويصبح قادرًا على محاربة الفيروس المسبب للثآليل بشكل أكثر فعالية. لكن ليس من السهل تحديد المدة التي قد يستغرقها اختفاء الثآليل، حيث يمكن أن يتراوح الوقت من بضعة أشهر إلى عدة سنوات.

كيفية الوقاية من الثآليل

على الرغم من أن الوقاية الكاملة من فيروس الورم الحليمي البشري غير ممكنة في بعض الحالات، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تساعد في تقليل فرص الإصابة بالثآليل لدى الأطفال. هذه الإجراءات تشمل:

1. تجنب التلامس المباشر مع الأشخاص المصابين بالثآليل.

2. تجنب استخدام الأدوات الشخصية المشتركة مثل المناشف أو أدوات الحلاقة.

3. ارتداء أحذية في الأماكن العامة مثل حمامات السباحة أو غرف تغيير الملابس لمنع التلامس مع الأسطح الملوثة.

4. تعليم الأطفال أهمية النظافة الشخصية مثل غسل اليدين بانتظام وعدم لمس الثآليل أو خدشها لتجنب انتقال الفيروس إلى أماكن أخرى.

الخلاصة

تعتبر الثآليل عند الأطفال مشكلة جلدية شائعة، وغالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى علاج. لكن إذا كانت الثآليل مزعجة أو مؤلمة، يمكن استخدام عدة طرق علاجية لمساعدتها على الاختفاء أسرع. من المهم أن يفهم الأهل أن الثآليل ليست حالة مرضية خطيرة، لكنها قد تؤثر على نفسية الطفل إذا كانت في أماكن مرئية. لذلك، يجب على الأهل مراقبة حالة الطفل والتوجه إلى الطبيب إذا كانت الثآليل تزداد سوءًا أو تسبب ألمًا.