“تم أخذه على الثقة” هو عنوان الكتاب الذي يعود للكاتب تيري وايت، وهو كتاب يروي قصة حياته بكل تفاصيلها القاسية والمؤثرة خلال فترة احتجازه التي استمرت لمدة 1763 يومًا، تقريبًا أربع سنوات منها كان في العزلة التامة. يكشف وايت عن القوى الداخلية التي ساعدته على تحمل المعاملة الوحشية التي تلقاها من خاطفيه، وكيف تمكن من الصمود بفضل إيمانه العميق وعزيمته على عدم التسامح مع الندم أو العطف الزائف أو الشفقة على النفس. وكان من خلال تذكره لأوقاته السابقة، من طفولته حتى اللحظة الأخيرة، يكتشف القوة التي تدفعه للمضي قدمًا.
يستعيد ذاكرته تربيته المتواضعة كابن لشرطي القرية في ستايل، تشيشير، ومسيرته المبكرة في جيش الكنيسة، وسنواته في دوره الخطير كمستشار لأول رئيس أساقفة إفريقي في أوغندا بزمن إدي أمين، وعمله في روما كاستشاري للجماعات الدينية، وخلال فترة عمله كمبعوث لرئيس أساقفة كانتربري، بدأ في الظهور تدريجيًا على الساحة العالمية كواحد من أبرز الشخصيات في جيله. كان إنسانيًا بحق، أصبح مفاوضًا في قضية الرهائن في طهران وليبيا – يصف لقاءاته مع العقيد معمر القذافي – وأخيرًا مع خاطفي رهائن بيروت. يشرح تورطه المتزايد مع الجميع من جميع الأطراف، بما في ذلك أوليفر نورث وجورج بوش، حتى ذلك اليوم المشؤوم في يناير 1987 عندما أخذ على الثقة بنفسه وأصبح أسيرًا.
هذه السيرة الذاتية المؤثرة بشكل عميق، مع سلسلة أحداثها كافكية وسردها المتوتر، متجهة لتصبح واحدة من السرد الكلاسيكية لبقاء الإنسان عند حدود التحمل البشري.