“توصيلنا من الشر: هزيمة الإرهاب والاستبداد والليبرالية”، للكاتب شون هانيتي، يعتبر من الكتب الرائدة التي تطرح رؤية متشددة ومقنعة في ميدان السياسة الأمريكية. يسلط الكتاب الضوء على فترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر والتحديات التي واجهتها الولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف، سواء داخليًا أو خارجيًا.
في أجواء من الغضب والإيمان بالقضية الوطنية، يطرح هانيتي في كتابه رؤية قاسية لواقع التحديات التي تواجه الولايات المتحدة. يستعرض كيف أن الانقسامات الحزبية والمواقف السياسية المتباينة أضعفت من قوة واستماتة الأمة في مواجهة التطرف والإرهاب. يقفز الكتاب بثقله إلى الحاضر، متسلحًا بالأمثلة من التاريخ السياسي، حيث يعتبر هانيتي أن اليسار السياسي والحزب الديمقراطي يحاولان استغلال ما بعد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.
بأسلوبه الشديد والمباشر، يؤكد هانيتي على وجود الشر وخطورته، وضرورة مواجهته بقوة وإصرار. يعود إلى دروس التاريخ القاسية التي عاشتها أمريكا في مواجهة الشر، بدءًا من هتلر واستالين وصولاً إلى صدام حسين وأسامة بن لادن. يحث القراء على تذكر شجاعة ووضوح المواقف القيادية العظيمة، ويكشف عن كيفية تأثير تاريخ الاستسلام والاستعداء على اليسار الحديث، وكيف تمتد هذه الشبحية إلى الشخصيات السياسية الحديثة مثل هوارد دين وجون كيري وبيل وهيلاري كلينتون.
مع استمرار الحرب ضد الإرهابيين ورعاة الدول الذين يدعمونهم في جميع أنحاء العالم، يذكر شون هانيتي الأمريكيين بأنه يجب علينا التعامل أيضًا مع آفة التواطؤ والجبن في الداخل. بأسلوبه المميز من العاطفة والتعليق القوي، يحث القراء على الاعتراف بخطورة الاعتماد على “التعددية المتفردة” عندما تتطلب الظروف اتخاذ إجراءات حاسمة. فقط من خلال الدفاع القوي عن حرياتنا، في الداخل وحول العالم، يمكننا الحفاظ على أمن أمريكا وحريتها في القرن الحادي والعشرين الخطير.
“توصيلنا من الشر: هزيمة الإرهاب والاستبداد والليبرالية” يعد كتابًا هامًا في مجال العلوم السياسية ومكافحة الإرهاب، ويقدم تحليلاً ناقدًا للوضع السياسي الحالي في أمريكا وخارجها. يحمل الكتاب رسالة قوية حول ضرورة التصدي بقوة للتهديدات الشريرة، سواء كانت داخلية أو خارجية، ويثير تساؤلات حول الأساليب السياسية والاستراتيجيات التي يجب اتباعها في هذه المعركة المستمرة من أجل الحفاظ على الأمن والحرية.