مشكلة البحث وإشكالية البحث تعتبران مفاهيم حيوية في سياق البحث العلمي وعمليات استجلاب المعرفة. تعكس كل منهما جوانب معينة من التحديات والمسائل التي يواجهها الباحث أثناء تنفيذه لعملية البحث، ورغم أنهما يرتبطان بشكل أساسي بعملية الاستقصاء العلمي، إلا أن لكل منهما تركيزاً فريداً.
مشكلة البحث تمثل السؤال الرئيسي أو المشكلة الرئيسية التي يحاول الباحث حلها أو الإجابة عنها من خلال البحث الذي يقوم به. هذه المشكلة تكون واضحة ومحددة، وتحدد اتجاه البحث وتوجهه نحو الهدف النهائي الذي يسعى الباحث لتحقيقه. يمكن أن تكون مشكلة البحث هي السؤال الأساسي الذي يحفز الباحث على البحث والتحقيق.
أما إشكالية البحث، فهي تمثل السياق الأوسع الذي يحيط بمشكلة البحث. وتشمل هذه الإشكالية مجموعة من القضايا والجوانب المعقدة التي تؤثر على عملية البحث بشكل عام. يمكن أن تشمل إشكالية البحث العديد من العوامل مثل السياق التاريخي، والثقافي، والاقتصادي الذي يحدد سياق وحاجة البحث. كما يمكن أن تتأثر بعوامل مثل التكنولوجيا المتاحة والمصادر المالية المتاحة للباحث.
ببساطة، يمكن اعتبار مشكلة البحث هي الجزء المحدد والمركز في عملية الاستفسار، بينما تمثل إشكالية البحث السياق الشامل الذي يتعامل مع جميع العوامل المؤثرة في العملية بحد ذاتها. يتعاون الاثنان معًا لتوجيه الباحث نحو فهم أعمق وأشمل للموضوع الذي يدرسه، وتوجيه الجهود نحو إيجاد حلاً أو إجابة للتحديات التي يواجهها في سياق بحثه.
المزيد من المعلومات
تعتبر مشكلة البحث وإشكالية البحث عناصر حاسمة في صياغة وتوجيه الأبحاث العلمية. يتطلب فهم أعمق لهاتين المفاهيم التركيز على العوامل المتعلقة بكل منهما.
مشكلة البحث تتطلب تحديد وصياغة سؤال بحثي يكون واضحًا ومحددًا. يمكن أن ينبع هذا السؤال من الحاجة إلى حل مشكلة محددة أو من استكشاف موضوع ذي أهمية خاصة. على سبيل المثال، في مجال الطب، قد تكون مشكلة البحث هي كيفية فهم آليات تأثير معينة لدواء على خلايا معينة. يكون تحديد مشكلة البحث هو الخطوة الأولى نحو تحديد نطاق الدراسة والتركيز.
أما إشكالية البحث، فتعتبر إطارًا أو سياقًا يشمل عدة جوانب من البحث. يمكن أن تشمل هذه الجوانب الجوانب الاجتماعية، والتاريخية، والثقافية التي قد تؤثر على الطريقة التي يتم بها البحث وتفسير النتائج. على سبيل المثال، في دراسة علمية حول تأثير دواء معين، قد تتضمن إشكالية البحث فهم السياق التاريخي لظهور هذا الدواء وتأثيراته المحتملة على المجتمع.
من الجدير بالذكر أن مشكلة البحث وإشكالية البحث تتفاعلان وتتأثران بشكل متبادل. يمكن أن تتغير مشكلة البحث بناءً على الاستنتاجات الناتجة عن البحث، ويمكن لإشكالية البحث توجيه الباحث نحو اكتشاف جوانب غير متوقعة أو غير معروفة في مجال الدراسة.
بشكل عام، يكمن الجمال في تفاعل متوازن بين مشكلة البحث وإشكالية البحث، حيث يتيحان للباحث إطارًا شاملاً لتوجيه البحث وفهمه بشكل أعمق، مما يسهم في تحقيق نتائج ذات جدوى وأهمية علمية.