أمهات كثيرات يمكن أن لا يكونوا على دراية بحقيقة أن أبنائهم قد ترعروا، وربما قد لا يرغبون في الاعتراف بذلك، وعندما يحين الوقت لتوجيه ونصح هؤلاء الأبناء، يجب على الوالدين أن يعترفوا بأن مرحلة التربية قد انقضت، وأن الوقت قد حان لتقديم التوجيه والنصح بطرق جديدة تتناسب مع مرحلة البلوغ والاستقلال.
يجب تجنب توجيه أو محاولة النصح باستخدام العنف الجسدي أو الإهانات، حيث يصبح لديهم القدرة على الرد بشكل مستقل ومتمرد. الفهم العميق للفارق الجيلي في استجابتهم للإهانات يلعب دورًا مهمًا، فبينما كان الجيل السابق يميل إلى الامتثال للوالدين بسبب الاحترام وليس خوفًا، يميل الجيل الحالي إلى التصدي والرد بشكل أكثر استقلالية.
يتطلب التوجيه الفعّال والنصح لهؤلاء الشباب الذين أصبحوا في نفس طول الوالدين استراتيجيات ذكية. ينبغي على الوالدين أن يكونوا صداقًا ومستشارين، وأن يظهروا القدرة على التفهم والحوار بدلاً من السيطرة والعقوبات. الاستخدام الحكيم للكلمات والتعبير عن الحب والاعتناء بالعلاقة يمكن أن يكونان أساسًا لتحقيق تواصل فعّال.
للوالدين الذين يتطلعون إلى توجيه أبنائهم بفعالية، يجب أن يكونوا قدوة حسنة لهم. عندما تكون الوالدين هما الشخصين الذين يعيشون بأخلاقية عالية ويظهرون القيم الحسنة، يصبح لديهم تأثير إيجابي على تكوين شخصيتهم وتوجيههم نحو السلوك الصحيح.
التوجيه والنصح يحتاجان إلى ذكاء وتفهم للطريقة التي يمكن بها أن يتفاعل الأبناء معهما بشكل إيجابي. الحوار الهادئ والثقة في التوجيه يمكن أن يحققان أفضل النتائج، وقد يكون التوجيه الفعّال أحيانًا بدون الحاجة إلى الكلمات، ولكن بالأمثلة والتصرفات الحية. بالتالي، يكمن في تحقيق التواصل الفعّال وفهم احتياجات وأفكار الأبناء أساس النجاح في توجيههم ونصحهم.
المزيد من المعلومات
تأخذ مرحلة توجيه الأبناء الذين أصبحوا في سن البلوغ طابعًا خاصًا، حيث يتغير نمط الاتصال وتطور العلاقة بين الوالدين والأبناء. يجب على الوالدين أن يدركوا أن هؤلاء الشباب يمرون بتحولات هرمونية ونفسية تؤثر على سلوكهم وتفكيرهم. في هذه المرحلة، يتطلب التواصل مرونة وفهمًا عميقًا لتحدياتهم وآمالهم.
من الأساسي أن يكون للوالدين قدوة إيجابية في حياتهم اليومية، حيث يمكن أن يكون النموذج الذي يُظهر الالتزام بالقيم والأخلاق هو وسيلة فعّالة لنقل هذه القيم إلى الأبناء. كما يمكن تحقيق التوجيه بوسائل أخرى مبتكرة، مثل استخدام القصص أو الأمثلة من الواقع لتوضيح الدروس والقيم.
تحفيز الأبناء وتشجيعهم على تحديد أهدافهم والعمل نحو تحقيقها يمكن أن يكون جزءًا مهمًا من عملية التوجيه. يجب أن يكون التركيز على تطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية، وتحفيزهم للتعلم المستمر واكتساب المعرفة.
من الأمور المهمة أيضًا أن يكون للوالدين استعداد للتعلم من أبنائهم، حيث يمكن أن يكونوا مفتوحين لفهم آراءهم والتعرف على تحدياتهم. الحوار المفتوح والاستماع الفعّال يعززان الثقة بين الأبناء والوالدين، مما يسهم في تبادل الأفكار بشكل بنّاء.
في الختام، يجسد التوجيه الفعّال للأبناء في سن البلوغ توازنًا بين الحنان والحزم، مع التركيز على تشجيعهم على تحقيق إمكانياتهم الكاملة وتحديد طرق نمو إيجابية تسهم في تكوينهم كأفراد ناجحين في مجتمعهم.