في صدر الأفق الثقافي والسياسي يتسع المجال لتأملات عميقة ومعرفة متعمقة تجسدت في تأليف الكتاب الموسوم بعنوان “قرارات مجلس الأمن وبياناته الرئاسية حول لبنان (1991-2007)”، والذي أسدل الستار عنه بأنامل الكاتب البارع إبراهيم عساف. يتناول هذا الكتاب الضخم والمكثف بجمعه التوثيقي الرائع سلسلة من القرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي والبيانات الرئاسية المتعلقة بلبنان في الفترة الزمنية بين عامي 1991 و 2007.
تجسد صفحات هذا العمل الأدبي الضخم العناية الفائقة التي وضعها المؤلف في جمع وتوثيق القرارات والبيانات ذات الصلة، حيث يتجلى التفاني في تقديم مادة موسوعية لا مثيل لها. يتسم الكتاب بأسلوب سلس وعميق، يعكس تفرغ المؤلف لتحليلاته وبحوثه، مما يضفي عليه بعدًا فكريًا وتحليليًا يتجاوز حدود المعلومات الجامدة.
من خلال استعراض الصفحات الـ 248 التي يضمها الكتاب، يتضح للقارئ العمق الزمني والسياسي للفترة المشمولة بالدراسة. يسافر القارئ عبر أحداث تاريخية حيوية ومحطات سياسية حاسمة، وذلك من خلال عدسة مجلس الأمن والبيانات الرئاسية، التي تشكل مصدراً هاماً لفهم التداولات الدولية والتحولات السياسية في لبنان.
تأتي القرارات والبيانات المدرجة في الكتاب كمرجع قيم للباحثين والمهتمين بالشؤون السياسية، حيث تفتح أمامهم نافذة إلى تفاصيل لا تعد ولا تحصى حول تلك الفترة المهمة. وعلى الرغم من الغلاف العادي الذي يحيط بالكتاب، يتضح للقارئ من خلال صفحاته أن الجوهر يكمن في عمق المحتوى وتفرده.
يعد الكتاب إسهاماً هاماً في ميدان الكتب السياسية، وتحديداً في فئة السياسة العربية، حيث يثبت نفسه كمرجع لا غنى عنه لمن يسعى لفهم وتحليل التطورات السياسية في لبنان. يتسلح القارئ بأفق معرفي شامل، يعزز فهمه للسياق الدولي والعلاقات الدبلوماسية في المنطقة.
تكمن قوة الكتاب في قدرته على تقديم رؤية شاملة ومتكاملة للأحداث، ما يجعله مرجعاً مفيداً للدارسين والمهتمين بالشؤون الدولية والسياسة العربية. يتيح للقارئ استشراف تداولات القرارات الدولية وكيف تأثرت بها الأوضاع في لبنان على مدى تلك الفترة الزمنية المهمة.