خطوات توثيق البحث العلمي باستخدام طريقة هارفارد
تعد عملية توثيق البحث العلمي واحدة من أهم الخطوات في إعداد الأبحاث الأكاديمية. فهي تساهم في إظهار مصداقية العمل العلمي وتدعم استنتاجات الباحث باستخدام مصادر موثوقة. من بين الطرق الشائعة والمعتمدة لتوثيق المراجع في الأبحاث العلمية تأتي طريقة هارفارد (Harvard referencing style) التي تستخدم بشكل واسع في العديد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية حول العالم. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل خطوات توثيق البحث العلمي باستخدام طريقة هارفارد، من خلال شرح شامل لكيفية توثيق الكتب، المقالات، الدراسات والبحوث، وغيرها من المصادر التي قد يستخدمها الباحث.
1. تعريف طريقة هارفارد في التوثيق
طريقة هارفارد هي نمط توثيق مرجعي يعتمد على نظام الاستشهاد في النص (in-text citation) والمراجع الببليوغرافية (bibliography) التي تُدرج في نهاية البحث. يعتمد هذا الأسلوب على ذكر اسم المؤلف وتاريخ النشر في داخل النص، مع تقديم تفاصيل إضافية حول المصدر في قائمة المراجع التي تُدرج في نهاية البحث. طريقة هارفارد تتيح للقراء الرجوع إلى المصادر بسهولة، وتضمن أن البحث العلمي يخضع لمعايير الشفافية والأمانة.
2. عناصر التوثيق في طريقة هارفارد
تتطلب طريقة هارفارد توثيق عدة عناصر رئيسية لكل نوع من المصادر، وهي:
-
اسم المؤلف: يتطلب كتابة اسم المؤلف الأول، يليه حرف اللقب.
-
تاريخ النشر: يشير إلى السنة التي تم نشر المصدر فيها.
-
عنوان العمل: يتم كتابته بخط مائل (Italic) أو تحت السطر.
-
مكان النشر: يشير إلى المدينة أو البلد الذي تم فيه نشر المصدر.
-
الناشر: اسم الجهة أو الناشر المسؤول عن إصدار العمل.
3. كيفية توثيق الكتب باستخدام طريقة هارفارد
عند توثيق الكتب في طريقة هارفارد، يجب تضمين المعلومات الأساسية مثل اسم المؤلف، تاريخ النشر، عنوان الكتاب، مكان النشر واسم الناشر. دعونا نوضح ذلك من خلال مثال:
المثال:
التوثيق في النص:
إذا كنت تشير إلى عمل قام به “جون دو” في عام 2010، فسيظهر الاستشهاد في النص كالتالي:
-
(دو، 2010)
التوثيق في قائمة المراجع:
-
دو، ج. (2010). مقدمة في علم الاجتماع. نيويورك: دار النشر أكسفورد.
4. كيفية توثيق المقالات العلمية والدوريات
تُعد المقالات العلمية من المصادر التي يتم الاستشهاد بها بشكل شائع في الأبحاث الأكاديمية. يجب توثيق المقالات بشكل دقيق لضمان القدرة على الرجوع إليها بسهولة. توثق المقالات باستخدام طريقة هارفارد كما يلي:
المثال:
التوثيق في النص:
-
(سميث، 2015)
التوثيق في قائمة المراجع:
-
سميث، ج. (2015). “التغيرات الاجتماعية في القرن الواحد والعشرين”. دورية العلوم الاجتماعية، 34(3)، 50-65.
5. كيفية توثيق المواقع الإلكترونية
توثيق المواقع الإلكترونية يتطلب بعض التفاصيل الإضافية مثل عنوان الموقع، تاريخ الوصول (إذا كان المصدر عرضة للتغيير)، وعنوان URL للموقع. في طريقة هارفارد، يُشترط أن يتم ذكر تاريخ الوصول لأن المواقع الإلكترونية قد تتغير أو تختفي مع مرور الوقت.
المثال:
التوثيق في النص:
-
(الناشر، 2020)
التوثيق في قائمة المراجع:
-
الناشر. (2020). التطور التكنولوجي في العالم العربي. تم الاسترجاع في 12 مايو 2025 من https://www.example.com
6. كيفية توثيق الفصول المترجمة في الكتب
في بعض الأحيان، يضطر الباحثون لاستخدام فصول من كتب مترجمة. عند توثيق فصل مترجم، يجب الإشارة إلى المؤلف الأصلي وترجمة العمل إلى اللغة المستهدفة، بالإضافة إلى تفاصيل المترجم. هذه العناصر مهمة لضمان دقة توثيق العمل العلمي.
المثال:
التوثيق في النص:
-
(توماس، 2013)
التوثيق في قائمة المراجع:
-
توماس، ج. (2013). الابتكار في الفنون (ترجم. س. علي). بيروت: دار النشر اللبنانية.
7. توثيق الدراسات والتقارير الحكومية
الدراسات الحكومية والتقارير من المراجع المهمة في العديد من الأبحاث الأكاديمية، حيث توفر بيانات ومعلومات دقيقة وقيمة. عند توثيق هذه المصادر، يجب أن يتم ذكر الجهة الحكومية أو المنظمة التي أصدرت التقرير، سنة الإصدار، وعنوان التقرير.
المثال:
التوثيق في النص:
-
(الهيئة العامة للإحصاء، 2019)
التوثيق في قائمة المراجع:
-
الهيئة العامة للإحصاء. (2019). تقرير التنمية الاقتصادية لعام 2019. الرياض: الهيئة العامة للإحصاء.
8. توثيق مقاطع الفيديو والمحتوى الرقمي
قد يتطلب البحث العلمي توثيق مقاطع فيديو أو محاضرات أو محتوى رقمي آخر. في هذه الحالة، يجب أن يتم توثيق المصدر مع تحديد نوع المحتوى وموعد نشره عبر الإنترنت.
المثال:
التوثيق في النص:
-
(نيلسون، 2018)
التوثيق في قائمة المراجع:
-
نيلسون، ج. (2018). مقدمة في علم الفضاء [فيديو]. تم الاسترجاع في 15 يونيو 2025 من https://www.examplevideo.com
9. توثيق الأعمال التي لا تحتوي على مؤلف محدد
في بعض الأحيان، قد يفتقر المصدر إلى مؤلف محدد. في هذه الحالة، يجب توثيق العمل باستخدام العنوان أو اسم المؤسسة بدلاً من اسم المؤلف.
المثال:
التوثيق في النص:
-
(منظمة الصحة العالمية، 2020)
التوثيق في قائمة المراجع:
-
منظمة الصحة العالمية. (2020). التقرير السنوي لفيروس كورونا. جنيف: منظمة الصحة العالمية.
10. توثيق الأعمال متعددة المؤلفين
عند توثيق الأعمال التي تتضمن أكثر من مؤلف واحد، يتم ذكر الأسماء الأولى للمؤلفين، يليها عام النشر. في حالة وجود أكثر من ثلاثة مؤلفين، يتم ذكر المؤلف الأول متبوعًا بـ “وآخرون”.
المثال:
التوثيق في النص:
-
(جونز وآخرون، 2017)
التوثيق في قائمة المراجع:
-
جونز، أ.، سميث، ب.، وتايلور، ج. (2017). الابتكار في التعليم. لندن: دار النشر الجامعي.
11. توثيق الأعمال المترجمة
إذا كنت تستخدم عملاً مترجمًا، يجب ذكر اسم المؤلف الأصلي مع اسم المترجم، بالإضافة إلى تفاصيل الكتاب مثل العنوان وسنة الترجمة.
المثال:
التوثيق في النص:
-
(ميشيل، 2011)
التوثيق في قائمة المراجع:
-
ميشيل، د. (2011). الفلسفة الحديثة (ترجم. أ. أحمد). القاهرة: دار نشر المستقبل.
12. توثيق المقالات من الصحف والمجلات
عند توثيق المقالات من الصحف والمجلات، يتعين توضيح العنوان، اسم الصحيفة أو المجلة، تاريخ النشر ورقم العدد إذا كان متاحًا. إضافة إلى ذلك، يمكن إضافة التفاصيل المتعلقة بالموقع إذا كان المقال منشورًا على الإنترنت.
المثال:
التوثيق في النص:
-
(خان، 2020)
التوثيق في قائمة المراجع:
-
خان، ر. (2020). “التطورات الاقتصادية في أسواق المال”. صحيفة الاقتصاد العربي، 10 مايو، 12.
13. توثيق الرسائل الجامعية والدراسات العليا
الرسائل الجامعية والأطروحات تشكل مصدرًا علميًا هامًا في بعض الأبحاث. عندما توثق رسالة أو أطروحة، يجب توضيح نوع العمل، الجامعة أو المؤسسة التي قدمت الرسالة، وتاريخ تقديمها.
المثال:
التوثيق في النص:
-
(الشريف، 2018)
التوثيق في قائمة المراجع:
-
الشريف، م. (2018). دراسة حول التغيرات المناخية في منطقة الشرق الأوسط. أطروحة دكتوراه، جامعة القاهرة.
14. التوثيق السليم والتدقيق النهائي
من المهم عند استخدام طريقة هارفارد التأكد من دقة المعلومات والالتزام الكامل بالقواعد المذكورة. إن الأخطاء في التوثيق قد تؤدي إلى فقدان مصداقية البحث أو تشويش المعلومات التي تقدمها.
إتمام عملية التوثيق بدقة يعكس مستوى التزام الباحث بالجودة الأكاديمية ويمنح القارئ إمكانية التحقق من المعلومات الواردة في البحث بسهولة. لذا فإن التوثيق الجيد باستخدام طريقة هارفارد يمثل جزءًا لا يتجزأ من إعداد أي بحث علمي متكامل.
