في كتاب “التوبة في القرآن الكريم” الذي صاغه الكاتب محمود السيف، يستعرض مشروع الشيرازي الكامل الذي يقدم نظريته المتكاملة في أصالة الوجود والاعتبارية الماهية. يتناول الكتاب الجوانب الأساسية لهذا المشروع، حيث يقوم بتحليل الوجود الخارجي والماهية بشكل متقن وعميق، مركزاً على تفسير العلاقة بينهما.
وفي إطار فهمه للأصالة في الوجود، يبرز الكاتب أن الوجود الخارجي يتحقق في الأعيان، بينما تعتبر الماهية مفهوماً اعتبارياً انتزاعياً يتمثل في الوجود نفسه. وبناءً على فهمه العميق للوجود والماهية، يشدد الكتاب على أن الموجود الخارجي يتحقق بشكل مستقل دون الحاجة إلى الاعتماد على الماهية. بل ويذهب الكتاب إلى القول بأن الماهية هي جوهر الوجود في الخارج، ويفصل بينهما ذهنياً وتحليلياً.
ومن خلال تقديمه للنظرية المتكاملة في أصالة الوجود والاعتبارية الماهية، يقدم الكتاب رؤية فلسفية عميقة تتسم بالتحليل الدقيق والتفكير الفلسفي المتقدم. يعتبر هذا العمل مساهمة قيمة في فهم الجوانب الأساسية للتوبة والتفكير الديني، مما يضيف بعمق إلى المكتبة الإسلامية.
وبالنظر إلى البنية العامة للكتاب، يتألف من 122 صفحة وتم نشره في عام 1991 عن دار عمار للنشر والتوزيع. الغلاف الورقي يعكس بشكل لافت جودة المحتوى الفلسفي الذي يحمله الكتاب. يُصنف الكتاب تحت فئة الكتب الإسلامية، وتحديداً تحت فئة العقيدة والعبادات. يُظهر الكتاب بوضوح التفرد في مضمونه، حيث يقدم نظرة فلسفية عميقة تلبي فضول القارئ المهتم بالمفاهيم الدينية والفلسفية.