استخدام دواء توباماك (Topamax) لعلاج اضطراب الشهية العصبي (البوليميا)
اضطراب الشهية العصبي أو البوليميا هو حالة نفسية وسلوكية تؤثر بشكل كبير على العلاقة بين الفرد والطعام، وقد تسبب معاناة نفسية وجسدية مستمرة. يعتبر “توباماك” (Topamax) واحدًا من الأدوية التي يتم استخدامها في بعض الحالات لمساعدة المرضى الذين يعانون من البوليميا، ويعمل هذا الدواء بشكل رئيسي على تثبيط بعض الأنماط العصبية التي قد تؤدي إلى سلوكيات قهرية في تناول الطعام. سوف نستعرض في هذا المقال كيفية تأثير دواء توباماك على مرضى البوليميا، بناءً على تجارب المرضى وآراء الخبراء.
ما هو توباماك؟
توباماك هو اسم تجاري لعقار يسمى توبيراميت (Topiramate)، ويُستخدم بشكل رئيسي في علاج الصرع والوقاية من نوبات الصداع النصفي. لكن في السنوات الأخيرة، بدأ بعض الأطباء في استخدام توباماك كعلاج مساعد للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل مثل البوليميا. يعتبر توباماك من الأدوية التي تعمل على تثبيط النشاط الكهربائي في الدماغ، مما يؤدي إلى تقليل بعض الأعراض المرتبطة بالبوليميا، مثل الهوس بفقدان الوزن والتصرفات القهرية في تناول الطعام.
تجربة أحد المرضى مع توباماك
تعكس التجربة التي نقلتها إحدى المرضى الذين استخدموا توباماك لعلاج البوليميا العديد من الجوانب النفسية والجسدية التي يمكن أن يتعرض لها الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة. تقول هذه المريضة البالغة من العمر 22 عامًا والمصابة بالبوليميا منذ خمس سنوات:
“لقد كنت أعاني من البوليميا منذ خمس سنوات، وأنا في سن 22 عامًا وأدرس في الجامعة. أخذت القرار بأن أتحمل آثار فقدان الذاكرة بسبب توباماك، لكن هناك دائمًا التصحيح التلقائي في الكتابة. لا أستطيع أن أصف الألم الذي مررت به، والذنب، والخجل، ولم أتوقع أن يصل بي الحال إلى هذه النقطة، خمس سنوات! أعرف شخصًا آخر يعاني والدته من مرض عضال بعد أن مرت بعدة عمليات زرع أعضاء وقد كانت تعاني من البوليميا لأكثر من 30 عامًا. لا أريد أن أكون مثلها. لا أستطيع التوقف، ولم أرد أن يصل بي الحال إلى هذا الحد. مع توباماك، أنا في طور زيادة الوزن. إنه يعمل، مثل التقدير الفوري.”
تعكس كلمات هذه المريضة كيف أن البوليميا ليست مجرد مشكلة جسدية، بل هي صراع نفسي مستمر، ويعكس توباماك دوره الفعال في تغيير هذا المسار. ومن خلال هذا العرض الشخصي، يتضح أن العلاج الدوائي له دور كبير في مساعدة المرضى في تجاوز بعض هذه الصراعات.
فعالية توباماك في علاج البوليميا
وفقًا للتجربة الشخصية للعديد من المرضى، يمكن أن يكون لتوباماك تأثير ملحوظ في علاج البوليميا. تتراوح فعاليته بين الأشخاص، ولكن من خلال الشهادات، يبدو أن هناك تحسينًا في التحكم في الشهية والسلوكيات القهرية المرتبطة بالأكل. المريضة التي سردت تجربتها قد أشارت إلى أنه مع توباماك، يمكنها الشعور بتحسن، مما يعكس فعالية الدواء في بعض الحالات.
تقييم فعاليات توباماك من قبل المرضى الذين استخدموه يعكس أيضًا نتائج مختلطة. بينما يشعر بعض المرضى بزيادة الوزن كأثر جانبي إيجابي، قد يشعر آخرون بالآثار الجانبية التي تشمل فقدان الذاكرة أو تغيرات في الذاكرة قصيرة المدى. بشكل عام، تقييم فعاليات توباماك عند المرضى الذين يعانون من البوليميا يتراوح من 6 إلى 8 من أصل 10، مما يعني أن الدواء فعال ولكن قد يتطلب وقتًا طويلًا ليؤتي ثماره.
متى تمت الموافقة على توباماك للاستخدام الطبي؟
تمت الموافقة على دواء توباماك من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 9 إبريل 2009، بعد أن أظهرت الدراسات السريرية فعاليته في علاج حالات الصرع والصداع النصفي. على الرغم من أن توباماك ليس دواء مخصصًا بشكل رئيسي لعلاج البوليميا، إلا أن الأطباء بدأوا في وصفه لبعض المرضى الذين يعانون من اضطرابات الأكل، بما في ذلك البوليميا، بعد ملاحظة آثاره الإيجابية في علاج بعض الأعراض المرتبطة بهذه الحالة.
عدد مرات وصف دواء توباماك
بحسب البيانات المتاحة، تم وصف دواء توباماك لعلاج البوليميا حوالي 17 مرة حتى الآن. يختلف عدد مرات وصف الدواء من طبيب لآخر حسب الحالة المرضية واحتياجات المريض، ولكن يعكس العدد المحدود نوعًا من الحذر في استخدامه لعلاج هذا النوع من الاضطرابات النفسية.
الآثار الجانبية لتوباماك
كما هو الحال مع معظم الأدوية، يمكن أن يتسبب توباماك في بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على المرضى الذين يتناولونه. بعض الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا تشمل:
-
فقدان الذاكرة قصيرة المدى: يعتبر هذا الأثر الجانبي من أكثر الآثار التي أبلغ عنها المرضى الذين يستخدمون توباماك. قد يشعر البعض بأن ذاكرتهم تتأثر بشكل طفيف، وهو ما قد يتسبب في بعض الإحباط لدى المرضى.
-
الدوار والصداع: قد يعاني بعض المرضى من دوار أو صداع خفيف عند بدء تناول الدواء، لكنه عادة ما يختفي مع مرور الوقت.
-
زيادة الوزن أو فقدانه: يختلف تأثير الدواء على الوزن من مريض لآخر. بعض المرضى قد يلاحظون زيادة في الوزن، بينما قد يعاني آخرون من فقدان الوزن، وهو ما يعتمد على استجابة الجسم للدواء.
-
مشاكل في التوازن والتنسيق: يمكن أن يعاني بعض المرضى من مشاكل في التنسيق العضلي أو التوازن، خاصةً إذا تم تناول الدواء بكميات كبيرة أو لفترات طويلة.
التوجيهات العامة للاستخدام
يجب أن يتم استخدام دواء توباماك تحت إشراف طبي دقيق، خاصةً عندما يُستخدم لعلاج اضطرابات الأكل مثل البوليميا. يجب على المرضى اتباع التعليمات الطبية بدقة فيما يتعلق بالجرعة والمدة، ويجب عليهم عدم تعديل الجرعة من تلقاء أنفسهم لتجنب الآثار الجانبية السلبية.
من المهم أيضًا أن يُراقب الأطباء المرضى الذين يستخدمون توباماك عن كثب، خاصة إذا كانت هناك حالات صحية أخرى قد تتداخل مع تأثيرات الدواء. يشمل ذلك المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكبد أو الكلى، حيث قد يتطلب الأمر تعديل الجرعة أو تغيير العلاج.
الخلاصة
توباماك هو دواء ذو فاعلية مثبتة في علاج اضطرابات مثل الصرع والصداع النصفي، وقد أظهرت بعض الدراسات والحالات الطبية استخدامه في علاج البوليميا، مع تحسينات ملحوظة في سلوكيات الأكل لبعض المرضى. على الرغم من فعاليته، إلا أن آثار الدواء الجانبية، مثل فقدان الذاكرة أو مشاكل في التوازن، تتطلب إشرافًا دقيقًا من قبل الأطباء.
تجربة المريضة التي تم الإشارة إليها تُظهر التحديات النفسية التي تواجهها المرضى المصابون بالبوليميا، وكيف أن العلاج يمكن أن يكون خطوة هامة نحو التعافي. في النهاية، يجب على المرضى استشارة أطبائهم المعالجين قبل البدء في تناول توباماك أو أي دواء آخر مخصص لعلاج الاضطرابات النفسية والسلوكية.