كيفية الحجامة وفوائدها الصحية

كيفية الحجامة: مفهومها، فوائدها، طرقها وتاريخها

تُعد الحجامة من أقدم العلاجات التقليدية التي استخدمها الإنسان عبر العصور المختلفة في العديد من الحضارات مثل الصين، مصر القديمة، والشرق الأوسط. تعتبر الحجامة جزءًا من الطب البديل الذي يعتمد على مبدأ تحفيز الدورة الدموية، وتنشيط الجهاز المناعي، وتقليل الألم عن طريق استخدام أكواب خاصة تُوضع على الجلد. في هذا المقال، سنستعرض كل ما يتعلق بالحجامة من تعريف، فوائد، طرق، وأثرها على الصحة.

1. ما هي الحجامة؟

الحجامة هي عملية طبية تقليدية تقوم على استخدام أكواب خاصة يتم وضعها على الجلد بهدف تحسين الدورة الدموية. يتم سحب الهواء من هذه الأكواب باستخدام تقنيات مختلفة مثل اللهب أو المضخات اليدوية، مما يؤدي إلى خلق فراغ داخل الكوب الذي يتم تثبيته على الجلد لفترة معينة. تُعد الحجامة نوعًا من العلاجات التي تهدف إلى علاج عدد من المشكلات الصحية مثل آلام العضلات والمفاصل، وتحفيز قدرة الجسم على الشفاء الذاتي.

2. أنواع الحجامة

تُقسم الحجامة إلى نوعين رئيسيين، وهما:

• الحجامة الجافة (Dry Cupping): تتضمن هذه الطريقة وضع الأكواب على الجلد دون أي تدخل خارجي مثل الشق أو الجروح. تُستخدم هذه الطريقة لتحفيز الدورة الدموية وتنشيط مناطق محددة من الجسم.

• الحجامة الرطبة (Wet Cupping): في هذا النوع من الحجامة، يتم إجراء شقوق صغيرة على الجلد بعد وضع الأكواب. ثم يتم استخدام الكوب لشفط الدم الفاسد من الأنسجة. يعتقد أن هذا النوع من الحجامة يساعد في التخلص من السموم وتحفيز الشفاء العميق.

3. فوائد الحجامة

تعتبر الحجامة من العلاجات التي تتمتع بعدد من الفوائد الصحية، وإن كانت بحاجة للمزيد من الدراسات العلمية لتأكيد فعاليتها في بعض الحالات. ومن بين أهم فوائد الحجامة:

3.1. تحسين الدورة الدموية

تعمل الحجامة على زيادة تدفق الدم إلى الأنسجة، مما يساعد على تحسين إمدادات الأوكسجين والعناصر الغذائية للأعضاء والأنسجة. في النهاية، تعزز هذه العملية قدرة الجسم على التخلص من الفضلات والسموم.

3.2. تخفيف الألم

يُعتبر من أبرز الاستخدامات الشعبية للحجامة هو تخفيف الألم المزمن مثل آلام الظهر، وآلام الرقبة، وألم المفاصل. يتم ذلك عبر تحفيز الدورة الدموية، وإرخاء العضلات المشدودة، وتخفيف التوتر العام في الجسم.

3.3. تحفيز الجهاز المناعي

بعض الدراسات تشير إلى أن الحجامة قد تساعد في تعزيز الجهاز المناعي من خلال زيادة تدفق الدم وتحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تقاوم العدوى.

3.4. علاج الأمراض الجلدية

يمكن أن تكون الحجامة مفيدة في معالجة بعض الأمراض الجلدية مثل حب الشباب، والتصبغات الجلدية، وبعض أنواع الإكزيما، حيث تساعد على إزالة السموم من الجسم وتحفيز تجديد الخلايا.

3.5. تحسين التنفس وعلاج أمراض الجهاز التنفسي

العديد من الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية قد يجدون تحسنًا بعد تطبيق الحجامة. يعتقد أن الحجامة تساعد في تحرير الممرات الهوائية وتحسين التنفس.

3.6. تخفيف التوتر والقلق

نظرًا لتأثيراتها المهدئة على الجسم، يُعتقد أن الحجامة تساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، كما أنها قد تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو اضطرابات النوم.

4. الطريقة التقليدية لإجراء الحجامة

يتم إجراء الحجامة وفق خطوات محددة وبدقة عالية لضمان الحصول على أفضل النتائج. إليك كيفية إجراء الحجامة بشكل عام:

4.1. التحضير

قبل البدء في الحجامة، يجب أن يكون الشخص في حالة صحية جيدة ويشعر بالراحة. من المهم أن يتم استشارة الطبيب قبل البدء في العلاج لضمان عدم وجود أي موانع صحية. يُنصح بالراحة الجسدية وتجنب تناول الطعام الثقيل قبل الجلسة.

4.2. وضع الأكواب

بعد التأكد من نظافة المنطقة المراد علاجها، يتم وضع الأكواب على الجلد في المكان المستهدف باستخدام تقنيات مثل اللهب أو مضخات الهواء لخلق فراغ داخل الكوب. يُترك الكوب على الجلد لمدة تتراوح بين 5-15 دقيقة حسب نوع الحجامة والحالة المعالجة.

4.3. التقنية الرطبة (إذا كانت مطلوبة)

في حالة استخدام الحجامة الرطبة، بعد إزالة الأكواب، يقوم المعالج بإجراء شقوق صغيرة على الجلد باستخدام آلة معقمة. يتم وضع الأكواب مرة أخرى لشفط الدم الفاسد. هذه العملية قد تكون مؤلمة قليلًا، ولكنها تُعتبر فعالة في التخلص من السموم وتحفيز الشفاء العميق.

4.4. إزالة الأكواب وتنظيف المنطقة

بعد اكتمال الجلسة، تُزال الأكواب بلطف. في حالة الحجامة الرطبة، يجب تنظيف الشقوق بشكل جيد لتجنب أي التهابات. يتم تدليك المنطقة باستخدام زيوت طبيعية لتخفيف أي توتر أو ألم قد يشعر به الشخص بعد الجلسة.

5. آثار الحجامة الجانبية

على الرغم من فوائدها العديدة، قد يصاحب الحجامة بعض الآثار الجانبية البسيطة. هذه تشمل:

• الاحمرار والكدمات: قد يحدث احمرار أو كدمات في المناطق التي تم وضع الأكواب عليها. هذه الكدمات تعتبر طبيعية وتختفي عادة بعد عدة أيام.

• الدوار أو الغثيان: في بعض الحالات، قد يشعر الشخص بالدوار أو الغثيان بعد الجلسة، ويعود ذلك إلى تحفيز الدورة الدموية.

• الألم الطفيف: قد يشعر البعض بألم خفيف في المنطقة المعالجة، ولكن هذا يختفي عادة بعد مرور بعض الوقت.

6. الاحتياطات والآراء العلمية حول الحجامة

على الرغم من أن الحجامة تُعتبر آمنة بشكل عام، إلا أن هناك بعض الاحتياطات التي يجب مراعاتها:

• الحالات الطبية الخاصة: ينبغي للذين يعانون من أمراض مزمنة أو حالات صحية خاصة مثل الأمراض الجلدية الحادة، أو اضطرابات النزيف، أو حالات الحمل، تجنب إجراء الحجامة أو استشارة الطبيب أولاً.

• البحث العلمي: رغم أن الحجامة يتم تطبيقها منذ قرون، إلا أن الدراسات العلمية الحديثة حول فعاليتها ما زالت في مراحل متقدمة. يُنصح دائمًا بالاعتماد على العلاج التقليدي المكمل، وليس كبديل للعلاج الطبي الحديث.

7. تاريخ الحجامة

يعود تاريخ الحجامة إلى آلاف السنين، حيث كانت تُستخدم في الحضارات القديمة لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض. في الصين، يُعتبر الطب الصيني التقليدي الحجامة جزءًا من معالجاته القديمة، ويُقال إن الإمبراطور الصيني شن نونغ (حوالي 2737 قبل الميلاد) هو أول من استخدم الحجامة. كما استخدمها الفراعنة في مصر القديمة لعلاج أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الدم.

كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد تحدث عن الحجامة في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، مما جعلها حلاً شائعًا في العالم الإسلامي عبر العصور.

8. الخلاصة

الحجامة هي تقنية قديمة ظهرت في مختلف الحضارات الطبية حول العالم. ورغم أن العديد من الدراسات الحديثة أظهرت فوائد متعددة للحجامة، إلا أنه من الضروري أن يتم إجراؤها بواسطة متخصصين معتمدين. من المهم أيضًا عدم الاعتماد عليها كحل وحيد، بل استخدامها كجزء من خطة علاجية شاملة.