“تهافت التهافت” هو عمل فلسفي مميز للفيلسوف المسلم ابن رشد، يمثل ردًا متأنيًا وعميقًا على كتاب “تهافت الفلاسفة” للفيلسوف الإسلامي الشهير أبو حامد الغزالي، على الرغم من عدم وجود مواجهة مباشرة بينهما في الزمن. يتميز الكتاب بالعمق والدقة في الرد، وقد جاء بعد مرور نحو ثلاثة أرباع القرن من إصدار كتاب الغزالي، الذي كان يُعتبر في ذلك الوقت أحد أهم الهجمات على الفكر الفلسفي والعقلاني في الحضارة الإسلامية.
كتاب “تهافت التهافت” لا يقتصر على مجرد الرد على الأفكار التي قدمها الغزالي، بل يتجاوز ذلك ليقدم تحليلاً شاملاً للعقلانية والفلسفة في الحضارة الإسلامية بشكل عام. يُظهر ابن رشد في هذا الكتاب مدى فهمه العميق للمسائل الفلسفية، وقدرته على إثبات وجهة نظره بشكل مقنع ودقيق.
تحمل صفحات هذا الكتاب الغنية، التي تبلغ 352 صفحة، ثراءً فكريًا يجسد تعقيد النقاشات الفلسفية التي دارت بين الغزالي وابن رشد. وقد تم نشره عام 1986 عن طريق دار الجيل للطباعة والنشر والتوزيع، مما أضاف له مزيدًا من القيمة والانتشار في الأوساط العلمية والفلسفية.
ويتناول الكتاب موضوعات عديدة في فلسفة العقلانية والمنطق والدين، ويناقش بعمق تأثير الفلاسفة الإسلاميين على الثقافة والفكر الإسلامي، مما يجعله وثيق الصلة بالمذاهب الفلسفية ويعتبر مرجعًا هامًا لدراسة تطور الفلسفة في العالم الإسلامي.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز الكتاب بغلافه الورقي الجذاب الذي يجسد جمالية وأهمية مضمونه، مما يجعله قطعة فنية لا تُقدر بثمن في مكتبة كل باحث ومهتم بالفلسفة والفكر الإسلامي.