الصين، الدولة العظمى في شرق آسيا، تتمتع بتنوع لا مثيل له في عدة جوانب، من بينها اللغات التي يتحدثها سكانها البالغ عددهم أكثر من مليار ونصف المليار شخص. يتحدث الصينيون اللغة الصينية القياسية المعروفة أيضًا باسم الماندرين (بوتونغهوا)، وهي اللغة الرسمية والمستخدمة على نطاق واسع في السلطات ووسائل الإعلام والتعليم. ومع ذلك، فإن هذا ليس الحد الكامل للتنوع اللغوي في الصين.
في جنوب الصين، تحديدًا في منطقة القوانغدونغ ومقاطعة فوجيان، يتحدث الناس لغة اليو (الكانتونية) والتي تُعتبر أحد اللهجات الصينية الرئيسية. وفي مقاطعة زجيانغ وشنغهاي، يتحدث السكان لغة الوو (الشانغهايية)، في حين يتحدث سكان مقاطعة فوجيان لغة مين بي (الفوزهوية) ومين نان (الهوكين-التايوانية). وهناك أيضًا لغات أخرى مثل اللغة الصينية الجنوبية والشمالية، مثل اللغة الصينية الوسطى والغان والهاكا والشيانغ.
بالإضافة إلى هذه اللغات الرئيسية، هناك أيضًا لغات الأقليات الوطنية في الصين، التي تشكل مجموعة كبيرة ومتنوعة من اللغات واللهجات. فعلى سبيل المثال، يتحدث الشعب التبتي لغة التبتية، في حين يتحدث الشعب الأويغوري لغة الأويغور وهكذا.
تتجاوز التنوع اللغوي في الصين مجرد اللغات المحلية إلى تضمين العديد من اللغات الأجنبية التي يتحدثها سكانها أيضًا، مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعديد من اللغات الأخرى. يُظهر هذا التنوع اللغوي الهائل غنى الثقافة الصينية وتعددها الثقافي والتاريخي، ويعكس تطورًا طويل الأمد في التواصل والتبادل الثقافي داخل الصين ومع العالم الخارجي.