في كتابه المميز الذي يحمل عنوان “المصارف الإسلامية ودورها في تمويل التنمية”، يقدم الكاتب توفيق البشير رؤية شاملة وعميقة حول الظاهرة المتزايدة للمصارف الإسلامية وكيف أصبحت لاحقًا لها تأثيرات هائلة في ميدان تمويل التنمية. يقدم الكتاب للقارئ فحصًا دقيقًا للمصارف الإسلامية، وكيف تمثل تحولًا حضاريًا ينبع من الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية والابتعاد عن المفاهيم الربوية والمعصية.
تبدأ الرحلة المعرفية للقارئ في عالم المصارف الإسلامية بفتح أبواب الشريعة والطاعة، حيث يظهر الكاتب كيف أن الإسلام ليس فقط دينًا روحيًا بل نظامًا اقتصاديًا وماليًا متكاملًا. يبرز البشير كيف أن المصارف الإسلامية، التي تستند إلى مفاهيم الشرعية والعدالة، قامت بتقديم خدمات ومنتجات مالية تتفوق على تلك المقدمة من قبل البنوك الربوية التقليدية.
على الرغم من التطور الكبير الذي شهده عالم المصارف الإسلامية، يؤكد الكتاب أن هناك حاجة مستمرة للعمل والتحسين. يشير البحث الذي قام به الكاتب إلى أن المصارف الإسلامية تتميز بالكفاءة والمرونة والسعة، ولكنه يلاحظ أن هناك تحديات مستمرة تحتاج إلى التغلب عليها لضمان استمرار تحقيق الأهداف التنموية.
يتأمل الكتاب في دور المصارف الإسلامية في دعم التنمية الشاملة، حيث يشدد على أنه بفضل الأدوات والصيغ والضوابط التي وضعتها الشريعة الإسلامية، يمكن تحقيق التنمية التي تضع الإنسان في مركز اهتمامها. يسلط الكتاب الضوء على العدالة المبتغاة والتوازن المرجو، ويشدد على أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تفاعلًا مستمرًا وجهودًا حثيثة من قبل جميع الفاعلين في المجتمع.
صدر الكتاب عن اتحاد المصارف العربية في بيروت عام 2011، ويمتلك تغطية شاملة على موضوع المصارف الإسلامية في ميدان التمويل والتنمية. يمثل الكتاب مرجعًا قيمًا في مجال الاقتصاد والأعمال، ويعتبر إسهامًا فريدًا يلقي الضوء على أهمية ودور المصارف الإسلامية في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة المالية.