مسرحية “تمارين في التسامح” للكاتب عبد اللطيف اللعبي تعدّ من الأعمال الفنية البارزة التي تتناول قضايا التعايش والقبول في مجتمعنا المعاصر. يتناول الكتاب، من خلال هذه المسرحية، تمارين للتعايش بين الأفراد والقبول بالآخر، مهما كانت خلفياتهم الثقافية والنفسية. يقدم اللعبي رؤية فريدة وجريئة حول كيفية تحقيق التسامح والتفاهم في مجتمع يتنوع ثقافياً واجتماعياً.
تتجلى قوة المسرحية في إيصال رسالتها عبر تجسيد شخصيات متنوعة، حيث يعتمد اللعبي على تشكيل مجموعة من الشخصيات المتنوعة، تمثل طيفاً واسعاً من الهويات والتجارب. يظهر فرامبو، على سبيل المثال، وهو يتبنى حكايات شهرزاد، ما يعكس تفاعلًا مثيرًا بين الثقافات المختلفة. وفي المقابل، تتعرف شهرزاد على صورها في مغامرات رامبو، مما يبرز التواصل والتبادل الثقافي كوسيلة لفهم الآخر وتحقيق التسامح.
تعتبر هذه المسرحية محاولة شجاعة لإصلاح برج بابل وأهله، حيث يسعى اللعبي إلى تحقيق التوازن والتفاهم بين الأفراد من خلال ربط العلاقات الإنسانية. يظهر الكتاب بجرأة في تقديم رؤية تشجع على التفكير في كيفية تحقيق التسامح والتعايش السلمي في مجتمع متنوع.
تتسم لغة اللعبي بالغنى والتنوع، حيث يخلق عالمًا مليئًا بالكلمات والعبارات والصور. يمزج ببراعة بين المحسوس والمجرد، بين المعقول واللامعقول، وبين الممكن والمستحيل. يظهر أن اللعبي يتلاعب باللغة بطريقة تجعل القارئ يستمتع بالغوص في أغوار هذا العالم الأدبي الفريد.
تقدم الترجمة الجيدة للأستاذة الزهرة رميج إضافة قيمة للقارئ العربي، إذ تقدم انتقالاً لطيفًا للنص إلى اللغة العربية، مما يتيح للقراء فهم واستيعاب الرسالة والجمالية الفنية في هذه المسرحية.
في الختام، تعتبر “تمارين في التسامح” عملًا أدبيًا فريدًا يستحق الاطلاع، حيث يقدم رؤية متعمقة وشاملة حول أهمية التسامح والتفاهم في بناء مجتمع يعيش فيه الجميع بسلام وتناغم.