في كتابها الرائع “خدمات المكتبات والمعلومات المقدمة للمكفوفين وضعاف البصر في المكتبات الكبرى”، تسلط الكاتبة منال على الضوء على أهمية توفير خدمات المكتبات والمعلومات للأفراد ذوي الإعاقة البصرية في المكتبات الكبرى. يأتي هذا التركيز في سياق الالتزام العالمي تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أكدت الأمم المتحدة على أن هؤلاء الأفراد هم جزء لا يتجزأ من المجتمع، ويجب توفير الفرص والموارد لضمان مشاركتهم الكاملة في مختلف المجالات.
يبرز الكتاب أهمية الجانب الثقافي في حياة ذوي الإعاقة البصرية، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا الحديثة وخدمات تكنولوجيا المعلومات أصبحت حاسمة لتمكين هؤلاء الأفراد من الوصول إلى المعرفة والمعلومات. ويعتمد الكتاب على مفهوم “Assistive Technology”، حيث يبرز كيف يمكن لهذه التكنولوجيا البديلة أن تكون وسيلة حيوية لتحسين فرص وصول ذوي الاعاقات البصرية إلى المعلومات.
تقوم المكتبات الكبرى بدور رئيسي في هذا السياق، حيث يتعين عليها توفير التحسينات المادية والبشرية اللازمة لتسهيل استخدام التكنولوجيا البديلة لهذه الفئة. وفي ضوء هذا، يقوم المؤلف بتحليل أحدث البرمجيات المخصصة لخدمة ذوي الإعاقة البصرية على مستوى دولي وإقليمي.
يتناول الكتاب أيضًا التحديات التي تواجه المكتبات في الدول النامية في تقديم خدمات فعّالة لهذه الفئة. ومن خلال اقتراح حلول عملية، يسعى المؤلف إلى تحفيز التطوير والتصميم المستدام لخدمات المكتبات والمعلومات المستقبلية في هذه الدول.
يتضح من الوصف أن الكتاب يقع في فئة الصحافة والإعلام، وهو إصدار لعام 2012 من إصدارات دار الثقافة للنشر والتوزيع، ويتميز بغلاف كرتوني يضفي عليه مظهرًا متقنًا. بإجمال، يقدم الكتاب للقارئ مدخلًا شاملاً وفعّالاً إلى عالم خدمات المكتبات والمعلومات لذوي الإعاقة البصرية في البيئة الكبرى، مما يجعله مرجعًا قيمًا للباحثين والمهتمين بتطوير هذا المجال.