في عالم مليء بالمعلومات والثقافة، تظهر الإعاقة البصرية كعائقٍ جسيم يعيق الفرد المكفوف من الوصول إلى ما يحتاجه من مصادر المعرفة والتعلم. إن حواس المكفوف تلعب دورًا حيويًا في فهم واستيعاب العالم من حوله، حيث تعتبر حاسة السمع واللمس والشم وسائل أساسية تمكنه من التفاعل مع بيئته المظلمة.
تعتبر القراءة، سواء كانت باللمس من خلال طريقة برايل أو بواسطة السمع من خلال الكتب الناطقة، وسيلةً حيوية للمكفوف لقضاء وقت فراغه وتحقيق التثقيف الذاتي. إن توفير فرصة الوصول إلى المعلومات يُعَدُّ من أهم حقوق الإنسان، فهو يمنح الفرد القدرة على تطوير ذاته والمشاركة الفعَّالة في المجتمع. يعتبر الاطلاع على الجديد في المعلومات، سواء كانت مطبوعة أو غير مطبوعة، ضرورةً حيوية للمكفوف، وهنا يأتي دور المكتبات ومراكز المعلومات في توفير التكنولوجيا التي تساعد على تلبية احتياجاتهم.
تقوم المكتبات ومراكز المعلومات بتوفير الأدوات والتكنولوجيا المساعدة، وتقوم بعمليات التثقيف والتدريب للأفراد ذوي الإعاقة البصرية. يُظهر ذلك جليًا في الأنشطة التعليمية والفكرية حيث يمكن لهذه المؤسسات تحديث حياة الأفراد المكفوفين، وتوجيههم نحو تحقيق إمكانياتهم غير المدركة سابقًا.
تشير الدراسات إلى أن الطلاب الذين يعانون من الإعاقة البصرية في الجامعات التي توفر تجهيزات التكنولوجيا المساعدة يرون أن هذه الوسائل تلعب دورًا حاسمًا في نجاحهم الأكاديمي. يشيرون إلى أهمية وجود غرف خاصة في المكتبات تحتوي على هذه التكنولوجيا المساعدة، حيث تُعَدُّ هذه الغرفة مصدرًا أساسيًا للوصول إلى المعلومات الضرورية لأبحاثهم العلمية.
يبرز الكتاب “الإعاقة البصرية والتكنولوجيا المساعدة في المكتبات ومراكز المعلومات” للكاتبة فاطمة الزهراء عبده، الذي نُشِرَ عام 1985 عن دار النشر “عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع”، كمصدر غني بالمعلومات حول كيفية دمج التكنولوجيا في مكتبات المعلومات لدعم الأفراد ذوي الإعاقة البصرية. يتناول الكتاب مواضيع متنوعة تشمل الصحافة والإعلام، ويعتبر إسهامًا قيمًا في تسليط الضوء على الجهود المبذولة لتمكين الأفراد ذوي الإعاقة من الوصول إلى المعرفة والمعلومات بطريقة فعَّالة ومبتكرة.