في زمن الضباب الثقيل الذي حجب الآفاق وأسقط بظلاله على البحر الذي تصارعت فيه الأمم، نجد أنفسنا أمام سفينة حربية تاريخية تمثل نقطة فارقة في سجلات الملاحم البحرية، إليكم السفينة الحربية “تكساس” من فئة نيويورك، والتي انطلقت في أفق الحروب العالمية وأتحدت فيها الولايات المتحدة تحت رايتها.
تندرج “تكساس” تحت فئة البوارجة العظيمة من طراز نيويورك، والتي نقشت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات البحرية الأمريكية. ففي عام 1912، وفي عهد تشكيل الأمة الأمريكية لقوة بحرية لا تضاهى، رأت “تكساس” النور وعلوت أشرعتها لتحمل عبأ التاريخ.
قلعة البحر الفولاذية هذه، بأبجدياتها الثقيلة، كانت شاهدة على عدة حروب ومعارك استمرت على مر العقود. حيث شهدت مشاركتها البارزة في الحرب العالمية الأولى، حينما رافقت الأسطول الأطلسي، وكانت جزءًا لا يتجزأ من القوة البحرية الأمريكية.
لكن الحدث الأكثر تأثيرًا كان في فترة الحرب العالمية الثانية، حيث لم تكن “تكساس” مجرد سفينة بحرية، بل كانت رمزًا للقوة والإرادة الأمريكية. شاركت في معركة نورماندي في عام 1944، حيث كان لها دور بارز في دعم القوات الحلفاء خلال الهبوط الشهير.
ومن ثم، شهدت “تكساس” مسيرة طويلة من الخدمة الوفية، وشاركت في تشكيل السياسات البحرية وحماية الحدود البحرية الأمريكية. فيما بعد، أصبحت تلك البوارجة الضخمة متحفًا عائمًا، يعكس تفاصيل حياتها البحرية العريقة والتحديات التي واجهتها في أعقاب الحروب.
تظل “تكساس”، في ظلال الزمن الجائر، تذكيرًا بروح الصمود والتفاني التي عاشتها الأمة الأمريكية خلال فترات الاختبارات الصعبة. إنها ليست مجرد سفينة، بل هي شاهدة على تحديات الماضي ودليل على تصدي الأمة لها بكل قوة وإصرار.