في رواية “ماما بنت صفي” التي كُتِبَتْ بقلم الكاتبة لبنى طه والتي نشرت عام 2018 عن دار السلوى، نُقِلَتْ قصةٌ مشوّقة ومفعمة بالحيوية تحمل في طياتها العديد من الدروس والتحديات. يأخذ القارئ هذه المرة في رحلةٍ فريدة إلى عالمٍ يتناول فيه الكاتب موضوع العلاقة بين الأم وابنتها، وكيف يمكن للتحولات والتغييرات في الحياة أن تؤثر على هذه العلاقة الخاصة.
تركز الرواية على شخصيتين رئيسيتين، هما عبير وابنتها نورة. تتخذ القصة من منحى عاطفيٍ وعاقل تسليط الضوء على تحول حياة العائلة عندما تقرر عبير الانضمام إلى صف ابنتها لتعلم الإنجليزية. ينطلق الصراع عندما تشعر نورة بالهلع والارتباك، خوفًا من أن يؤثر هذا التغيير على حياتها اليومية وعلاقتها مع والدتها.
تصور الكاتبة ببراعة عمق العلاقة الأمومية، مع استعراض لحظات الصعوبات والتحديات التي قد تواجهها الأسرة خلال عملية التكيف مع التغيير. يظهر الاهتمام الخاص بالتفاصيل والوصف الدقيق للشخصيات والأحداث في الرواية، مما يضيف لها طابعًا واقعيًا ويجذب القارئ إلى عالم الشخصيات.
القصة ليست مجرد رحلة تعلم لغة جديدة، بل هي استكشاف عميق للهوية والتغيير، حيث يظهر كيف يمكن للأفراد التأقلم مع التحولات وتجاوز التحديات. تبرز نقاط الضعف والقوة في العلاقات العائلية، مما يجعل الرواية قراءة ذات طابع فلسفي حول مفهوم العائلة والتطور الشخصي.
الكتاب يمتلك غلافًا ورقيًا جذابًا يعكس جوهر القصة ويجعل القارئ يشعر بالفضول لاستكشاف ما يحمله بين صفحاته. بطبعه الصغير، يقدم الكتاب تجربة قراءة قصيرة ولكنها ممتعة، مع الحفاظ على التركيز على القيمة الفنية والأدبية.
في فئة الأدب والخيال، وتحديدًا في فرع القصص، تضيف “ماما بنت صفي” قيمة جديدة لمكتبة الأدب العربي المعاصر. إنها رواية تستحق التفكير والتأمل، ورغم قلة صفحاتها، إلا أنها تترك أثرًا عميقًا في قلب القارئ، مما يجعلها إضافة قيمة للمهتمين بفهم ديناميات العلاقات الأسرية وتأثير التغيير على حياتنا.