تقنيات فعّالة للقراءة السريعة

9 طرق فعّالة للتدرّب على القراءة السريعة

تعدّ القراءة السريعة من المهارات الضرورية التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في تحسين القدرة على استيعاب كميات ضخمة من المعلومات في وقت قصير. وبفضل التقدم التكنولوجي والكم الكبير من المعلومات المتاحة عبر الإنترنت، أصبح من الضروري تعلم كيفية القراءة بشكل أسرع وأكثر فعالية. القراءة السريعة ليست مجرد قراءة سريعة للكلمات، بل هي عملية تتطلب تحسين الفهم والاستيعاب في الوقت ذاته. في هذا المقال، سنستعرض تسع طرق فعّالة لتحسين مهارة القراءة السريعة.

1. تحسين التركيز والانتباه

الخطوة الأولى نحو القراءة السريعة هي تحسين قدرتك على التركيز والانتباه. غالبًا ما تكون القدرة على القراءة بسرعة مرتبطة بمقدار الانتباه الذي يمكن أن توليه للمحتوى الذي تقرأه. عندما تقرأ بتركيز، فإنك تضمن أنك ستتمكن من استيعاب المعلومات بسرعة وفعالية.

يجب أن تكون البيئة المحيطة بك خالية من المشتتات. اختر مكانًا هادئًا للقراءة، وابتعد عن الهواتف الذكية أو الأجهزة التي قد تشوش على تركيزك. كذلك، حاول قراءة في أوقات تكون فيها أكثر يقظة ونشاطًا.

2. التخلص من عادة التوقف في الكلمات

عادة التوقف عند الكلمات أو الجمل هي من أكبر العوامل التي تبطئ من سرعة قراءتك. هذه العادة تؤدي إلى تكرار نفس الكلمة أو الجملة بشكل غير ضروري مما يؤدي إلى تداخل المعلومات وإبطاء عملية الفهم.

من أفضل الطرق للتغلب على هذه العادة هي تدريب نفسك على متابعة تدفق الكلمات بسرعة أكبر. يمكنك ممارسة ذلك عبر اختيار نصوص ذات لغة مألوفة لك والتأكد من عدم التوقف عند كل كلمة، بل محاولة قراءة الجمل ككتلة واحدة دون الانشغال بالتفاصيل الصغيرة.

3. تدريب العينين على التنقل السريع

من الأمور التي تؤثر بشكل كبير على سرعة القراءة هو تنقل العينين عبر النص. غالبًا ما تقوم العين بالتوقف عدة مرات عند الكلمة الواحدة قبل الانتقال إلى الكلمة التالية، مما يبطئ من القراءة بشكل كبير.

لتدريب العينين على التنقل السريع، يمكنك استخدام تقنيات مثل “تتبع الإشارة”، حيث تقوم بتوجيه إصبعك أو قلمك على طول السطر لتشجيع عينيك على التحرك بسرعة أكبر. كما يمكنك محاولة تحديد الكلمات التي تحتاج إلى توقف عميق والتخلي عن تلك التي يمكن قراءتها بسرعة أكبر.

4. زيادة مستوى الفهم العام للنص

قبل الشروع في قراءة نص معين، حاول التعرف على السياق العام له. هذا يعني أنك يجب أن تقرأ العناوين أو الفصول الفرعية أو حتى الملخصات قبل البدء بالقراءة التفصيلية.

هذه الطريقة تمنحك فكرة عامة عن المحتوى، مما يجعل عملية قراءة التفاصيل أكثر سلاسة وسرعة. كما أن الفهم الأولي للنص يساعد في زيادة سرعة المعالجة للمعلومات أثناء القراءة العميقة.

5. قراءة الكلمات بالكامل وليس كل حرف

غالبًا ما نميل إلى التركيز على كل حرف داخل الكلمة أثناء القراءة، مما يبطئ من سرعتنا. لكن الحقيقة أن العين قادرة على التقاط العديد من الأحرف في نفس الوقت. لتسريع القراءة، حاول أن تتجنب التركيز على كل حرف على حدة، وبدلاً من ذلك، قم بقراءة الكلمة ككل.

يمكنك تدريب نفسك على ذلك عن طريق قراءة الكلمات بشكل أسرع، وتحاول أن تتعرف على الكلمة بمجرد النظر إلى أجزاء منها. مع الوقت، ستلاحظ أن قدرتك على تحديد الكلمات بشكل أسرع قد تحسّنت.

6. استخدام تقنية القراءة المحورية

تقنية القراءة المحورية تعتمد على استخدام مركز العين للتركيز على الكلمات بدلاً من تحريك العين بشكل أفقي أو عمودي عبر النص. هذا يتيح لك قراءة عدة كلمات دفعة واحدة دون الحاجة إلى تحريك العين بشكل مفرط.

يمكنك تجربة هذه التقنية على نصوص بسيطة في البداية، ومع الوقت ستتمكن من استخدامها على نصوص أكثر تعقيدًا. تقليل حركة العين يساعد في تسريع القراءة ويقلل من الوقت المستغرق لقراءة النصوص.

7. التدرّب على القراءة عبر الصفحات

من الطرق الفعّالة التي يمكن أن تساعد في تسريع القراءة هي تدريب نفسك على قراءة النصوص عبر الصفحات دون العودة إلى الوراء. كثيرًا ما نميل إلى الرجوع إلى النصوص السابقة لمعالجة ما قرأناه، وهو ما يبطئ عملية القراءة.

التدرّب على قراءة النصوص المتدفقة من بداية إلى نهاية مع التقليل من الرجوع يساعد في تعزيز السرعة. كلما تدرّبت على ذلك، ستحسن قدرتك على التركيز وتجنب المراجعة غير الضرورية.

8. توسيع مساحة النظرة الواحدة

عند القراءة ببطء، يقتصر نظرنا على عدد قليل من الكلمات في كل مرة. لكن القراءة السريعة تتطلب توسيع مجال الرؤية بحيث ترى مجموعة من الكلمات في نفس الوقت.

يمكنك تدريب عينك على ذلك عبر استخدام تقنيات مثل “الخطوط العائمة”، حيث تقوم بمحاولة النظر إلى أكثر من كلمة في كل مرة. مع التمرين المستمر، ستلاحظ زيادة كبيرة في قدرتك على التقاط أكبر عدد من الكلمات في كل نظرة.

9. استخدام الأدوات التكنولوجية لتسريع القراءة

هناك العديد من الأدوات والتطبيقات التي يمكن أن تساعد في تحسين مهارات القراءة السريعة. مثلًا، يمكن استخدام تطبيقات لتسريع النصوص مثل “Spritz” التي تعرض الكلمات بسرعة مرتبة تجعل من السهل قراءتها بسرعة أكبر دون فقدان الفهم.

بجانب هذه الأدوات، يوجد برامج تدريبية تتيح لك تحديد سرعة القراءة الخاصة بك والعمل على تحسينها تدريجيًا. بعض هذه الأدوات تقدم تحديات تحفّزك لتجاوز مستويات السرعة السابقة، مما يزيد من سرعتك وكفاءتك مع الوقت.

الخاتمة

القراءة السريعة ليست مجرد مهارة يمكن تعلمها بين عشية وضحاها، بل هي عملية تدريجية تتطلب الصبر والتدريب المستمر. باستخدام الطرق السابقة بشكل منتظم، يمكن لأي شخص تحسين قدراته على القراءة السريعة دون التأثير على الفهم. مع مرور الوقت، ستلاحظ أن القراءة تصبح أسرع وأكثر سلاسة، مما يساعد في التعامل مع كميات كبيرة من المعلومات بشكل أكثر كفاءة.