في غمرة الأعمال الفكرية التي تناولت علوم القرآن الكريم، يبرز كتاب “غريب القرآن وتفسيره” للمؤلف عبد الله اليزيدي كمحطة مهمة في ميدان الدراسات القرآنية. يتناول الكتاب موضوعات متنوعة تتناسب مع تعددية العلوم القرآنية، حيث يقدم نظرة شاملة وعميقة في عالم التفسير والدراسات اللغوية للقرآن الكريم.
تأتي هذه العملية الفكرية كاستمرار للتقليد العريق في تأليف الكتب القرآنية، حيث يستعرض اليزيدي في صفحاته الخمسمائة وثمانية من الورق، العديد من المفاهيم القرآنية الغامضة والمعاني العميقة، مقدمًا للقارئ رؤية شافية ومحكمة حول كيفية فهم وتفسير اللغة القرآنية واللفظ الغريب.
يتبنى اليزيدي في كتابه هذا منهجًا شاملاً حيال العلوم القرآنية، حيث يعالج مواضيع متنوعة تتناول الإعراب والناسخ والمنس، ويسلط الضوء على مفاهيم مثل الوقف والابتداء بشكل تحليلي ودقيق. كما يقوم بفحص جوانب الاعتزاز والاعتراض على بعض التفاسير السابقة، ويشرح بشكل دقيق اللفظ الغريب الذي أثار فضول العديد من الباحثين.
تتميز صفحات الكتاب بالتنوع والغنى في المحتوى، حيث يتم تقديم الفهم العميق لمفاهيم دينية معقدة بطريقة سلسة وواضحة. يتيح الكتاب للقارئ فرصة استكشاف عوالم القرآن الكريم بطريقة ممتعة ومفيدة، مما يعزز الفهم الشامل للنصوص القرآنية ويسهم في تعميق الربط بين القارئ ومضمون الكتاب المقدس.
صدر هذا العمل الرائع في عام 2009 عن دار الفكر المعاصر، وقد تميز بغلاف ورقي يعكس أهمية وجود هذا الكتاب في مكتبة كل باحث ومهتم بعلوم القرآن. يأتي الكتاب في إطار الكتب الإسلامية، وتحديداً في فئة القرآن وعلومه، مما يجعله إضافة قيمة لأي مكتبة تسعى لتوفير مراجع متخصصة وشاملة في هذا المجال.