مجمع البيان في تفسير القرآن، الذي صاغه العلامة الطبرسي، يظل منارة بارزة في سماء علوم القرآن الكريم. إن هذا العمل الضخم، الذي يمتد عبر 3768 صفحة من الورق النقي، يشكل محطة مهمة وغنية في ميدان تفسير القرآن وعلومه. تألق الطبرسي في تجسيد مفردات القرآن الكريم، حيث ركز بشكل دقيق على المعاني اللغوية للمفردات، مما يضفي على القارئ فهمًا أعمق لمضمون النصوص القرآنية.
في هذا العمل العلمي الرائع، يتناول الطبرسي أسباب النزول بتفصيل واضح، مما يلقي الضوء على السياق التاريخي والحوار الذي جرى بين الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. كما يلقي الضوء على الناسخ والمنسوخ، مع التركيز على التوجيهات الخاصة بها. يجمع الكتاب بين النظرة اللغوية والنظرة الفقهية، حيث يتناول الأحكام الفقهية المتعلقة بالآيات، مما يجعله مرجعًا قيمًا لفهم القوانين الشرعية.
الميزة البارزة لـ “مجمع البيان” تكمن في عدم انحيازه إلى جانب واحد في المدارس الفقهية، بل يقدم رؤى متنوعة تشمل أقوال أهل السلف والخلف. يُعَدُّ الكتاب مصدرًا معتمدًا لإعراب القرآن، إذ يفصل بعناية شديدة في هذا الجانب، مما يجعله لا غنى عنه للباحثين والدارسين في هذا الميدان.
تتوسع صفحات الكتاب كأرض خصبة، تحتضن تفسيرًا دقيقًا وشاملًا للقرآن الكريم. يبرز الكتاب تفسيرًا ثريًا لآيات القرآن، مستفيضًا في توجيهاته اللغوية والفقهية. وبفضل غلافه الورقي، يحمل القارئ هذا الكنز العلمي بين يديه بفخر، مشيرًا إلى عظمة التراث الإسلامي. في عام 2016، رأت هذه الكنوز الفكرية النور من خلال نشرها على يد دار الكتب العلمية، التي تحمل راية العلم والمعرفة.
إن “مجمع البيان في تفسير القرآن” للطبرسي يتحدث بلغة العلم الرصين والبحث العميق، وهو إضافة قيمة للمكتبة الإسلامية، حيث يمثل مرجعًا شاملًا وفريدًا يستحق الدراسة والاستفادة.