في الرابع من فبراير عام 1986، وقعت واحدة من أكثر الحوادث صدمة في تاريخ الطيران المدني، حيث شهدت شركة “ترانس وورلد إيرلاينز” الأمريكية (Trans World Airlines) حادثًا مروعًا أثناء رحلة رقم 840 التي كانت تقوم برحلتها من روما إلى أثينا. تلك اللحظات التي لا تنسى شهدت واحدة من أكثر الفظائع رعبًا في مجال الطيران، حيث تعرضت طائرة من طراز بوينج B-727 لانفجار قنبلة يدوية مما أدى إلى مصرع أربعة من ركابها وأدى أيضًا إلى خسائر مادية.
كانت الطائرة تحمل على متنها 121 راكبًا، عندما فجرت امرأة تحمل جواز سفر لبناني قنبلة يدوية بلاستيكية في مقصورة الركاب. الانفجار الذي نتج عنه أدى إلى تمزيق جدار الطائرة وخروج أربعة ركاب إلى الخارج بعيدًا عن الطائرة بسبب الفراغ الناتج عن الضغط الجوي المفاجئ. لحسن الحظ، تمكنت الطائرة من الهبوط بسلام في مطار أثينا دون أي مزيد من الخسائر البشرية.
ما جعل هذا الحادث أكثر رعبًا هو أن الانفجار نتج عن عمل إرهابي ممنهج، حيث تم وضع القنبلة تحت مقعد في المقصورة من قبل امرأة كانت تحمل جواز سفر لبناني. هذا الحادث الذي أربك العالم بأسره، أثار تساؤلات كثيرة حول سلامة الرحلات الجوية والإجراءات الأمنية على متن الطائرات.
يُظهر هذا الحادث الرهيب أهمية الإجراءات الأمنية الصارمة وضرورة مراجعتها وتحسينها باستمرار لضمان سلامة المسافرين وحمايتهم من التهديدات الإرهابية المحتملة. ومع ذلك، فإنه يُشير أيضًا إلى أن الإرهاب يمكن أن يضرب في أماكن غير متوقعة، ويعزز أهمية التعاون الدولي وتبادل المعلومات لمكافحة هذا النوع من التهديدات بفعالية.