طريقة تفتيح الشعر المصبوغ: تقنيات متقدمة ونصائح فعالة للمحافظة على صحة الشعر

تفتيح الشعر المصبوغ هو إجراء تجميلي شائع يهدف إلى تحويل لون الشعر المصبوغ إلى درجة أفتح، إما للوصول إلى لون مختلف كليًا أو لتحسين إشراق اللون الحالي. إلا أن هذه العملية تحتاج إلى معرفة دقيقة بكيمياء الشعر والصبغات وخصائص الشعر المصبوغ، لضمان عدم الإضرار بصحة الشعر أو التسبب في تلفه. يعد الشعر المصبوغ أكثر عرضة للجفاف والتكسر، لذلك فإن التفتيح يتطلب إجراءات دقيقة واستخدام مواد لطيفة ومحترفة.

الفهم الكيميائي لتفتيح الشعر المصبوغ

تفتيح الشعر المصبوغ يختلف عن تفتيح الشعر الطبيعي. في حالة الشعر الطبيعي، يتم تفتيحه عن طريق إزالة الميلانين، وهو الصبغة الطبيعية التي تعطي الشعر لونه. أما في حالة الشعر المصبوغ، فيكون الأمر أكثر تعقيدًا، لأن عملية التفتيح لا تستهدف الميلانين فحسب، بل أيضًا جزيئات الصبغة الاصطناعية المضافة مسبقًا إلى الشعر. هذا يتطلب استخدام منتجات تفتيح تحتوي على مواد مؤكسدة قوية، مثل بيروكسيد الهيدروجين، أو بودرة التفتيح الممزوجة بمواد مفعلة خاصة.

عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار قبل التفتيح

1. حالة الشعر العامة

يجب أن يكون الشعر في حالة صحية جيدة لتحمل عملية التفتيح. الشعر المتضرر أو الهش أو الجاف قد يتعرض للتكسر أو التلف الشديد بعد التفتيح.

2. نوع الصبغة المستخدمة سابقًا

• الصبغات الدائمة: من الصعب إزالتها بشكل كامل، وقد تتطلب عدة مراحل من التفتيح.

• الصبغات شبه الدائمة: يسهل تفتيحها نسبيًا، لأنها لا تخترق عمق الشعرة.

• الصبغات النباتية (مثل الحناء): يصعب التعامل معها عند التفتيح، وقد تعطي نتائج غير متوقعة أو غير مرغوب بها.

3. اللون المراد الوصول إليه

تفتيح الشعر المصبوغ من لون داكن جدًا إلى لون فاتح جدًا (مثل الأشقر الفاتح أو البلاتيني) يتطلب عادة أكثر من جلسة واحدة لتفادي إلحاق الضرر بالشعر.

4. المنتجات المستخدمة

اختيار المنتجات المناسبة هو عامل حاسم. المنتجات الاحترافية من الماركات المعروفة تحتوي على مكونات فعالة لكنها متوازنة بحيث تقلل من تلف الشعر.

الطرق الأساسية لتفتيح الشعر المصبوغ

أولًا: إزالة الصبغة (Hair Color Remover)

مزيل اللون هو منتج كيميائي يُستخدم خصيصًا لإزالة الصبغة الاصطناعية من الشعر دون التأثير كثيرًا على الميلانين الطبيعي. يحتوي على مواد مختزلة تكسر روابط الصبغة داخل الشعر، مما يسمح بشطفها بسهولة.

خطوات استخدام مزيل الصبغة:

1. يُغسل الشعر جيدًا بشامبو تنظيف عميق.

2. يُخلط مزيل اللون حسب التعليمات ويُوزع بالتساوي على الشعر.

3. يُترك لمدة تتراوح بين 20-60 دقيقة حسب نوع المنتج.

4. يُشطف الشعر جيدًا ويُغسل بالشامبو.

5. يمكن تكرار العملية حسب الحاجة مع الحفاظ على فاصل زمني بين كل تطبيق لتجنب إتلاف الشعر.

ثانيًا: استخدام بودرة التفتيح مع الأوكسجين

هذه الطريقة تعتمد على بودرة التفتيح (Bleach Powder) التي تُخلط مع مادة الأوكسجين (Hydrogen Peroxide) بتركيز مناسب (10 – 40 فوليوم) حسب درجة التفتيح المطلوبة ونوع الشعر.

خطوات التفتيح:

1. يُقسم الشعر إلى أقسام متساوية.

2. يُخلط مسحوق التفتيح مع الأوكسجين حتى يتكون مزيج كريمي.

3. يُطبق المزيج على الشعر بدءًا من الأطراف ثم الجذور.

4. يُترك على الشعر من 15 إلى 45 دقيقة كحد أقصى.

5. يُراقب الشعر بشكل مستمر لتفادي التلف.

6. يُغسل الشعر ويُرطب بعمق باستخدام ماسك بروتيني.

ثالثًا: التفتيح التدريجي باستخدام الشامبوهات الخاصة

بعض الشامبوهات تحتوي على مكونات تفتيح خفيفة، مثل حمض الستريك أو البروكسيد بنسبة منخفضة. يُمكن استخدامها للتفتيح التدريجي دون الحاجة إلى مواد كيميائية قوية.

مزايا هذه الطريقة:

• تقلل من التلف.

• تناسب الأشخاص الذين يرغبون في تفتيح طفيف أو طبيعي.

• يمكن استخدامها بانتظام للوصول إلى النتيجة المرغوبة تدريجيًا.

جدول مقارنة بين طرق تفتيح الشعر المصبوغ

العناية بالشعر بعد التفتيح

التفتيح، خاصة عند الشعر المصبوغ، يترك الشعر هشًا وجافًا إذا لم يتم الاعتناء به بشكل سليم. العناية بعد التفتيح أمر ضروري للحفاظ على مرونة ولمعان الشعر.

خطوات العناية الفعالة:

• استخدام شامبو وبلسم خالي من الكبريتات: هذه المواد تحافظ على الزيوت الطبيعية في الشعر ولا تسبب جفافًا إضافيًا.

• ماسك بروتيني أسبوعي: يغذي الشعر بالبروتينات الضرورية ويعيد ترميم البنية الداخلية للشعرة.

• زيوت طبيعية مثل زيت الأرجان أو جوز الهند: تغذي الشعر وتمنحه الترطيب واللمعان.

• تجنب الحرارة الزائدة: مثل مكواة الشعر أو مجفف الشعر بدرجات حرارة عالية.

• استخدام سيروم أو كريم حماية قبل التعرض لأشعة الشمس: لأن الأشعة فوق البنفسجية تضعف الشعر وتغير لونه.

أضرار التفتيح المفرط أو غير المدروس

تفتيح الشعر المصبوغ دون دراسة أو دون إشراف متخصص يمكن أن يؤدي إلى أضرار كبيرة. من أبرز تلك الأضرار:

• تلف القشرة الخارجية للشعر مما يؤدي إلى خشونة الملمس.

• تكسير الأطراف وتقصفها بسبب فقدان البروتينات.

• تغير غير مرغوب فيه في لون الشعر، كظهور درجات نحاسية أو خضراء.

• فقدان مرونة الشعر وصعوبة التحكم به، ما يؤدي إلى مظهر غير صحي.

• تحسس فروة الرأس أو تهيجها نتيجة المواد الكيميائية القوية.

نصائح عامة للحصول على أفضل نتائج

• استشارة أخصائي شعر محترف قبل أي محاولة للتفتيح في المنزل.

• إجراء اختبار خصلة (Strand Test) للتأكد من أن الشعر يمكنه تحمل عملية التفتيح.

• عدم استخدام أكثر من طريقة تفتيح في وقت متقارب.

• تحديد الفروقات بين درجات اللون التي يمكن الوصول إليها من دون تفتيح مفرط.

البدائل الطبيعية لتفتيح الشعر المصبوغ

بالرغم من أن الطرق الطبيعية لا تعطي نتائج فورية أو قوية كالطرق الكيميائية، إلا أنها قد تكون خيارًا جيدًا للتفتيح الطفيف أو لمن يفضلون الخيارات الطبيعية:

• عصير الليمون مع التعرض للشمس.

• شاي البابونج المركز.

• خل التفاح المخفف بالماء.

• العسل الطبيعي مع البلسم وتركه لفترة طويلة على الشعر.

خلاصة تقنية

تفتيح الشعر المصبوغ يتطلب معرفة دقيقة بنوع الصبغة السابقة، حالة الشعر، والنتيجة المرغوبة. تتنوع الطرق بين المنتجات الكيميائية مثل مزيلات اللون وبودرة التفتيح، والطرق التدريجية الأقل تأثيرًا مثل الشامبوهات الخاصة أو الحلول الطبيعية. في كل الأحوال، يجب أن يرافق هذه العملية نظام صارم للعناية بالشعر لتقليل الأضرار وضمان الحفاظ على صحة الشعر ولمعانه.

المراجع

• Milady Standard Cosmetology, 13th Edition – Cengage Learning

• Hair Structure and Chemistry Simplified, John Halal – Delmar Publishers