تغذية الخروف الصحيحة

ماذا يأكل الخروف: دراسة شاملة عن تغذية الأغنام وأنواع غذائها

تُعد الأغنام من أهم الحيوانات التي تربى للعديد من الأغراض الاقتصادية مثل اللحوم، والصوف، والحليب. ولكي تحقق هذه الحيوانات أقصى استفادة من تربيتها، لابد من فهم عميق لنظامها الغذائي واحتياجاتها الغذائية التي تؤثر بشكل مباشر على نموها، وصحتها، وإنتاجيتها. يغطي هذا المقال بشكل موسع كل ما يتعلق بما يأكله الخروف، بدءاً من العوامل المؤثرة على تغذيته، مروراً بأنواع الأعلاف الطبيعية والصناعية، وانتهاءً بالتغذية المناسبة في مراحل حياته المختلفة.

طبيعة الجهاز الهضمي للخروف وأهميته في اختيار غذائه

الخروف حيوان مجتر، أي يمتلك جهاز هضمي مخصص يسمح له بهضم المواد النباتية التي تحتوي على ألياف كثيفة وصعبة الهضم مثل الأعشاب والسيقان الخشبية. الجهاز الهضمي للخروف يتكون من أربعة أقسام رئيسية في المعدة: الكرش، الشبكة، الفصيل، والكتاب، وهو نظام متكامل يسمح بعملية تخمير عالية الكفاءة تساعد في تفكيك المواد النباتية وتحويلها إلى عناصر غذائية تمتصها الأمعاء.

هذه الخاصية تجعل الأغنام تعتمد بشكل رئيسي على الأعلاف الخضراء الجافة والطازجة، والمواد النباتية الغنية بالألياف، ولكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى توازن غذائي مناسب يحتوي على البروتينات، والمعادن، والفيتامينات لضمان صحة جيدة.

الأنواع الأساسية لأعلاف الخروف

تنقسم أعلاف الخروف إلى عدة أنواع رئيسية يمكن تصنيفها إلى:

1. الأعلاف الخضراء

هي النباتات الطازجة التي يتغذى عليها الخروف بشكل أساسي في المراعي. تشمل الأعشاب الطبيعية مثل البرسيم، الفصة، النجيل، والحشائش الأخرى. تُعد الأعلاف الخضراء المصدر الأساسي للطاقة والألياف التي يحتاجها الخروف.

• البرسيم: يعد من أفضل أنواع الأعلاف الخضراء نظرًا لغناه بالبروتينات والمعادن، ويساعد في تحسين جودة اللحوم والصوف.

• النعناع والأعشاب العطرية: بعض أنواع الأعشاب تعزز الصحة الهضمية للأغنام وتساعد على تقليل الروائح الكريهة الناتجة عن الهضم.

• الأعشاب الجافة: في موسم الجفاف، يتم تجفيف الأعشاب لتصبح علفاً جافاً يوفر الألياف اللازمة.

2. الأعلاف الجافة

هي نباتات مجففة مثل القش، تبن الحبوب، والسيلاج. هذه الأعلاف تحتوي على نسبة عالية من الألياف، لكنها فقيرة نسبياً في البروتين والطاقة، لذلك لا يمكن الاعتماد عليها فقط كغذاء رئيسي.

• القش: غالباً ما يستخدم كعلف إضافي لتحسين عملية الهضم.

• تبن القمح والشعير: يحتوي على كميات معتدلة من البروتين ويساعد في توفير الألياف.

3. الأعلاف المركزة (الصناعية)

هذه الأعلاف مصنعة تحتوي على تركيز عالي من البروتين، الطاقة، والفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو السريع وزيادة إنتاجية اللحوم والحليب.

• حبوب الذرة، الشعير، والقمح: مصادر طاقة مهمة، يجب تقديمها بحذر لتجنب اضطرابات الهضم.

• البقوليات المجففة: مثل فول الصويا والفاصوليا التي تمد الخروف بالبروتين الحيواني النباتي.

• المكملات المعدنية: ضرورية لتعويض نقص بعض العناصر مثل الكالسيوم، الفوسفور، والزنك.

العوامل المؤثرة في اختيار غذاء الخروف

اختيار غذاء الخروف المناسب يعتمد على عدة عوامل متداخلة يجب مراعاتها:

• مرحلة عمر الخروف: الحمل، الولادة، النمو، والسن البالغ تختلف فيها احتياجات الخروف الغذائية.

• الغرض من التربية: الخروف المنتج للحوم يحتاج إلى غذاء غني بالطاقة والبروتين، أما الخروف المنتج للصوف يحتاج إلى غذاء يدعم نمو الصوف بجودة عالية.

• الظروف المناخية: في المناطق الجافة، تقل الأعلاف الخضراء ويزداد الاعتماد على الأعلاف الجافة والمركزة.

• الوضع الصحي: في حالة المرض، يحتاج الخروف إلى غذاء خاص يدعم جهازه المناعي ويساعد على التعافي.

تغذية الخروف في مراحل حياته المختلفة

تغذية الحمل والولادة

في فترة الحمل، تتزايد حاجة الخروف للبروتين والطاقة لضمان نمو الجنين بشكل صحي. يجب التركيز على الأعلاف المركزة مع إضافة الأعلاف الخضراء عالية الجودة. كما يجب توفير المعادن الأساسية مثل الكالسيوم والفسفور لدعم نمو العظام.

تغذية الخروف الوليد (الحمل الأول)

تبدأ التغذية بلبن الأم كمصدر رئيسي، ثم تدريجياً يتم إدخال أعلاف خفيفة وسهلة الهضم. البروتين مهم جداً للنمو السريع في هذه المرحلة.

تغذية الخروف في فترة النمو

يحتاج الخروف في فترة النمو إلى تغذية متوازنة غنية بالبروتين والطاقة لضمان تكوين عضلات قوية وعظام صحية. يعتمد النظام الغذائي في هذه المرحلة على الأعلاف المركزة مع الأعلاف الخضراء.

تغذية الخروف البالغ

تختلف التغذية تبعاً للغرض: خروف اللحم يحتاج طاقة عالية لتعزيز الزيادة في الوزن، أما خروف الصوف فيحتاج تركيبة غذائية تدعم إنتاج الصوف من حيث نوعية البروتين والمعادن.

احتياجات الخروف الغذائية من العناصر الغذائية الأساسية

أهم النصائح لتغذية الخروف بشكل سليم

• توفير علف طازج ونظيف باستمرار، والابتعاد عن الأعلاف الملوثة أو العفنة التي تسبب أمراضاً هضمية.

• تحقيق توازن بين الأعلاف الخضراء، الجافة، والمركزة لتلبية كل احتياجات الحيوان.

• مراعاة التدرج في تقديم الأعلاف المركزة لتجنب اضطرابات الجهاز الهضمي.

• توفير مياه شرب نظيفة بشكل دائم لأنها ضرورية لعملية الهضم والاستقلاب الغذائي.

• استخدام المكملات المعدنية والفيتامينات عند الحاجة وخاصة في الفترات الحرجة مثل الحمل والنمو.

دور النظام الغذائي في تحسين إنتاجية الخروف

التغذية السليمة تلعب دوراً محورياً في تحسين جودة اللحم والصوف وزيادة كمية الحليب. نظام غذائي غني بالبروتين والطاقة يساهم في زيادة وزن الخروف بشكل صحي وسريع. كما أن التغذية الجيدة تعزز من مناعة الحيوان وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض، مما ينعكس إيجابياً على الأرباح الاقتصادية للمربي.

خلاصة

الخروف حيوان يعتمد بشكل رئيسي على التغذية النباتية، ويحتاج إلى نظام غذائي متوازن يجمع بين الأعلاف الخضراء، الجافة، والمركزة مع توفير المعادن والفيتامينات الأساسية. مراعاة الاحتياجات الغذائية في مختلف مراحل حياة الخروف تؤدي إلى تحسين صحة الحيوان وزيادة إنتاجيته. معرفة ما يأكله الخروف بدقة، وكيفية توفير الغذاء المناسب هو من أهم الأساسيات التي يحرص عليها مربو الأغنام لتحقيق أفضل النتائج الاقتصادية والزراعية.

المراجع

1. NRC (National Research Council). Nutrient Requirements of Small Ruminants. National Academies Press, 2007.

2. Devendra, C. & McLeroy, G.B. Goat and Sheep Production in the Tropics. Longman, 1982.